مقالات

عون ونوايا التفرد بالسلطة

كتب معروف الداعوق في “اللواء”: 

كشف إعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري عن عدم تشكيل الحكومة، عن النوايا المبيتة لرئيس الجمهورية ميشال عون للاستئثار بالسلطة، له ولصهره، ولابعاد كل من يمكن ان يكون شريكا او منافسا له او لوريثه السياسي، انطلاقا من مفهومه المتجذر لالغاء الاخر ايا كان، كما كان في مسيرته الحافلة بمسلسل الغاء الحلفاء والخصوم على حد سواء، لتكريس غريزة التفرد بلا منازع. استنفد كل الوساطات والجهود لحل ازمة تشكيل الحكومة. اسقط كل الاقتراحات والطروحات تحت مسميات كاذبة وشعارات وهمية ساقطة. استحضر كل مفردات الانقسامات الطائفية البغيضة.استسهل اساليب تحقير الخصوم. لم يترك مناسبة لتضليل الرأي العام بكشف الفاسدين ومسرحية التدقيق الجنائي الهزلية بامتياز وبالطبع مع استثناء جمهوري لارتكابات وفضائح المقربين بالكهرباء والطاقة على انواعها.

ببساطة كلية، هو مرتاح لعدم وجود حكومة اصيلة. يدير السلطة حسب مزاجه وتوجهاته. لا يزعجه رئيس الحكومة المستقيلة اطلاقا. يتصرف وكأنه الحاكم الوحيد بلا منازع. يخرق الدستور ويتجاوز صلاحياته بلا حسيب او رقيب. لم ينجح في معالجة اي مشكلة او ازمة، ايا كانت، يسعى لحلها، بل يزيدها  استفحالا. استفاد الجنرال القائد الفاشل في مسيرته بامتياز من جملة وقائع، حماية حزب الله الموصوفة لمفاعيل مار مخايل ولو على حساب خراب البلد وهلاك اهله. حصانة البطريرك الماروني بشارة الراعي لاعلى منصب ماروني بالدولة، والامتناع عن وضع الملامة عليه، او تحميله وزر الخراب والانهيار المدمر، وتحويل مسؤولية الازمة عكس الواقع، تجاه من لا يتحمل مسؤولية رسمية استنادا للدستور، واخيرا حماية القوى الأمنية والعسكرية وتصديهم لغضب وثورة الناس ضد الحاكم المستبد.

ها هو المشهد نفسه يتكرر، لدى تواتر المعلومات عن اتجاه لتسمية نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة الجديدة، بدلا من الحريري المعتذر. رئيس الجمهورية وصهره لا يريدانه، لانه ببساطة كما الحريري، لا يتطابق مزاجه واسلوبه مع عقلية الرجلين، ومصالحهما العائلية والسياسية، وأسلوب الهيمنة على المواقع والمؤسسات ولاسيما الممهورة منها بختم الوريث. فهل يكون ثمن عرقلة مهمة الرئيس نجيب ميقاتي هذه المرة، انفجار الشارع المثقل بكل أزمات الدولار والكهرباء والبنزين والمازوت، ام يتعظ الرئيس «القوي» وصهره الوريث قبل فوات الأوان؟

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى