مقالات

لماذا غاب نواب طرابلس عن مدينتهم في الأعياد؟

لم تعد الاعياد في طرابلس ذات نكهة كما كانت في السنوات التي مضت، فالمدينة منكوبة بمعاناتها اليومية مع شتى القطاعات، رغم محاولات نهوض لم تأخذ مسارها الطبيعي.

اكثر ما يأسف له المواطنون الطرابلسيون، هو غياب نواب المدينة عن الاعياد واقفال معظمهم لابوابهم، والاعتذار عن استقبال المهنئين، والاهم من ذلك التواصل مع القواعد الشعبية في ظل الاوضاع المعيشية المتهالكة، والتي تضغط باثقالها على الناس من كل الشرائح، خاصة في الاحياء الشعبية.

غياب النواب واقفال ابوابهم ومؤسساتهم، لا يعني للمواطنين وفق اوساطهم سوى اقفال باب الخدمات في وقت الحاجة الماسة الى اليد التي يجب ان تمتد لهذه القواعد الشعبية، التي يلجأ اليها السياسيون فقط في المواسم الانتخابية، مما ترك آثارا سلبية لدى هذه الشرائح، وباتت ترى في النواب مجرد “وصوليين” يستغلون الناس للوصول الى كراسيهم ومنافعهم الشخصية…

طرابلس المدينة التي عرفت بانها ام الفقير، باتت اليوم مدينة الفقراء برأي معظم المتابعين، وقد ساد الاحباط المدينة، جراء عجز نوابها عن انتزاع حقوقها، لا سيما وان رئيس حكومة تصريف الاعمال الذي ينتمي اليها هو في سدة الحكم منذ سنوات.

وتقول اوساط شعبية ان بعض النواب هاجسهم فقط الظهور الاعلامي والتصريحات، دون تسجيل اي فعل انمائي او تغييري في المدينة، وان مرافق المدينة لا تزال تعاني من مواصلة الاهتراء والانحدار، دون مبادرة منهم لانقاذ هذه المرافق…

وليس عتبا على غياب النواب في العيد، تقول هذه الاوساط، بقدر ما هو عتب على غياب التماس المباشر بين النواب والناس، والاستماع الى هواجسهم ومعاناتهم واوجاعهم، وهي كثيرة تشكل اعباء على العائلات التي لم تكتمل فرحتها بالاعياد، خاصة ان معظم هذه العائلات صدمت بالرواتب المتأخرة التي تكاد تكفي لشراء ربطة خبز، في ظل غياب الحكومة وتجاهلها لهموم الناس.

ثمة اصوات شعبية اعتبرت ان مسار العمل السياسي لنواب المدينة، لم يتخذ شكل الاهتمام الجدي والفعال لانقاذ طرابلس مما تعانيه على مختلف المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وان المطلوب اكثر جدية من النواب، واعادة فتح بعض المؤسسات الخدماتية التي اقفلت، للمساهمة في رفع الاعباء وبلسمة جراح المواطنين، وان طرابلس تنتظر اعادتها الى مسارها الطبيعي كعاصمة اقتصادية للبنان والى لقبها “أم الفقير”.

المصدر
دموع الأسمر - الديار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى