مقالات

لودريان يعود بسلّة أجوبة متناقضة… ومراوحة قاتلة

لقاءات “ودّية وصريحة” عقدها الموفد الرئاسي الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان في قصر الصنوبر مع الأطراف السياسية، وفي طليعتها رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، بعدما كان التقى مسؤولين سياسيين آخرين يوم الخميس.

ومن المفترض أن يستكمل لودريان لقاءاته مع القيادات السياسية قبل أن يعود إلى فرنسا حاملاً سلّة من الأجوبة المتناقضة حول الأسئلة الجوهرية التي طرحها عن جذور أسباب الفراغ والحلول لإنهاء انسداد الأفق، على أن يبدأ العمل في ما بعد على البحث في المخارج التي تتوافق مع حالة الاستعصاء الحاصلة.

سيرحل لودريان ويبقى الستاتيكو الحاصل على حاله مع استمرار تعنّت داعمي ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية ورفضهم التراجع لصالح مرشّح توافقي، واستمرار إصرار فريق المعارضة على مواجهة “سياسات الفرض” التي ينتهجها الفريق الممانع.

وفق معلومات جريدة “الأنباء” الإلكترونية، نقل نواب المعارضة، والداعمين الأساسيين لترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، كالقوات اللبنانية وكتلة “تجدّد”، موقفاً حازماً لجهة “رفض سياسات “حزب الله” القاضية بفرض الأمر الواقع على البلاد”، وأكّدوا استمرارهم في مواجهتهم هذه السياسة من خلال “المرشّح التوافقي الذي تم التقاطع عليه مع التيار “الوطني الحر”، أي أزعور”.

ووفق هذه الأطراف، فإن “المعارضة تراجعت عن مرشّحها الرئيسي، رئيس حركة “الاستقلال” ميشال معوّض، وقبلت بتبنّي ترشيح أزعور رغم أنّه لا يُمثّل تطلعاتها بشكل كامل كمعوّض، وذلك انطلاقاً من أن أزعور قد يكون مقبولاً أكثر من قبل كافة الأطراف، حتى تلك الخارجة عن اصطفاف المعارضة، كالتيار الوطني الحر، فيما معوّض كان مرفوضاً من هؤلاء”، وهذا ما سمعه لودريان.

وتطرّق المُعارضون إلى ميزان القوى الذي تم إرساؤه في جلسة 14 حزيران، 77 نائباً معارضاً لخيار فرنجية مُقابل 51 مؤيداً، لينقلوا للموفد الفرنسي وجهة نظر صريحة تقول إن “أكثرية مجلس النواب رافضة لمرشّح الممانعة الذي لا يتمتع بغطاء مسيحي أو سنّي أو درزي، في إشارة إلى سقوط المبادرة الفرنسية التي قامت على وصول فرنجية والمقايضة بين رئاستي الجمهورية والحكومة”.

وعن الرؤى للخروج من دوامة المراوحة القاتلة، والفراغ الذي يتمدّد، فإن الجلسات المفتوحة هي الحل حسب المعارضة التي “تُشدّد على وجوب فتح البرلمان وحضور جميع النواب كافة الجولات إلى أن يتم انتخاب رئيسٍ بطريقة ديمقراطية حسب الأكثرية، وليفز من يفز”، كما تدعو المعارضة الممانعة “للتوافق معها على ترشيح أزعور على اعتبار أنّه رجل كفوء قادر على قيادة لبنان في المرحلة الصعبة المقبلة، وذلك يقيناً منها أنها غير قادرة وحدها على إيصاله في ظل التعطيل الحاصل”.

مصادر سياسية مواكبة للملف تُشير إلى أن “فرنسا من المفترض أن تبدّل وجهة نظرها للملف اللبناني بعد انتهاء جولة لودريان “الاستكشافية”، لأنها ستعي أن المرشّح الذي تدعمه مواربة، أي فرنجية، غير قادر على تحقيق إجماع وطني، وحتى ولو تم انتخابه تحت ضغط الفراغ، فإنّه سيفشل في الحكم نتيجة المعارضة الشرسة التي سيلقاها، وبالتالي وصوله إلى بعبدا ليس حلاً”.

لكن المصادر تقول لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إن “معرفة فرنسا بواقع الحال في لبنان لا يعني بالضرورة تبدّل موقفها وتراجعها عن تأييد ترشيح فرنجية، لأنّه دعم يأخذ بعين الاعتبار المصالح الفرنسية الدولية مع إيران و”حزب الله”، وبالتالي فإن تغيير المقاربة ليس مضموناً، لا بل إن فرنسا قد تكون آداة ضغط لوصول فرنجية وليس حكماً نزيهاً، بانتظار ما ستفرزه الأيام المقبلة”.

سيُغادر لودريان لبنان وتعود المراوحة إلى الملف الرئاسي، وقد لا يكون هناك جلسة في المدى المنظور لأن الستاتيكو القائم لم يتبدّل بعد، ما يعني أن الأزمات باقية وتتمدّد، والضحية واحدة، المواطن اللبناني.

المصدر
جريدة الانباء الالكترونية

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى