مقالات خاصة

العهر السياسي يستمر… والقوات في موضع الشبهات بعد أن لدغها الحليف مرتين

كتب مصطفى عبيد لقلم سياسي

يكاد المتابع للشأن اللبناني أن يفقد صوابه مما يحصل في الشأن الداخلي لهذا البلد “العصفورية”، حيث أن نهاية أي محلل للوضع اللبناني في “دير الصليب” حيث المجانين قد يكونوا أكثر رشداً من المتواجدين خارج أسواره من شعب وحكام.

ما حصل في جلسة الرابع عشر من حزيران هو أقرب ما يكون للمسخرة من أن تكون جلسة إنتخاب رئيس، فالمرشحين العروفين أو الذين ولدوا من رحم الجلسة قد خرجوا منتصرين إلا شعب لبنان الكبير الذي ما زال يرزح تحت الانهيارات المتتالية.

وفي جلسة اليوم التشريعية تكرر مشهد “العهر السياسي”، فالذين حضروا الجلسة كانت حجتهم الدستور، ومن غاب عن الجلسة تسلح أيضاً بالدستور، والجميع احتموا بالمجلس الدستوري للهجوم على بعضهم في حرب التغريدات والبيانات، وفي النهاية نال فريق الممانعة ما يريده بدعمٍ من حليف القوات الذي امتهن الغدر السياسي والخيانة والطعن بالظهر.

وهنا السؤال لزعيم القوات الذي ربما فقد حكمته، كيف لك أن تثق مجدداً بتيار يمارس “العهر السياسي” على أصوله؟ فنرى زعيم هذا التيار تارةً يتذلل على عتبة القوات لترشيح “إسم محروق” قبل أن يولد لكسر حزب الله وحركة أمل حلفاء الأمس أعداء اليوم، ومن ثم نراه يمتثل لأوامر بري بحجة المصلحة العامة ويؤمن النصاب فيحضر التكتل الباسيلي خاضعاً إلى الجلسة.

وهنا لا يمكن إلا أن يكون تصرف القوات اللبنانية ينم عن غباء سياسي بحت، أو أنه قد امتهن صفات حليفه الجديد، فها هو من دمر لبنان والجمهورية يعود مجدداً ليؤكد أنه لا هم له سوى تنفيذ الأوامر الباسيلية لتحقيق أحلامه الشاذة، ولو كلف الأمر تدمير لبنان برمته والعودة إلى زمن المتصرفية التي يتغنون بها في مئوية لبنان الكبير، علهم يكونون حكاماً مجدداً.

وفي النهاية يا شعب لبنان العظيم، فإن كل دعوات الحوار التي يطالب بها الطاقم السياسي ما هي إلا دعوة لتقاسم المصالح والمناصب بصيغة جديدة تغذي النبض الطائفي، وآخر همهم الشعب والناس، فمتى تندلع الثورة الحقيقية؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى