مقالات

جلسة الأربعاء مناورة بالذخيرة السياسية الحيّة قد لا تنتهي بانتخاب رئيس

قبل 72 ساعة على موعد الجلسة الانتخابية الرئاسية بعد غد الاربعاء، تلاحقت التطورات والمواقف في كل الاتجاهات لتولّد انطباعاً أولياً مفاده انّ هذه الجلسة حاملة الرقم 12 في عداد الجلسات التي عقدت حتى الان قبل يكون مصيرها كسابقاتها، إلا اذا حصل ما ليس في الحسبان… على رغم من انّ استعدادات الافرقاء السياسيين والكتل النيابية تشير الى انّ طبخة انتخاب الرئيس العتيد لم تنضج بعد، ولكنها قد تكون مقدمة لجلسة لاحقة ربما تكون هي الناجزة، بحسب “الجمهورية”
خلال عطلة الاسبوع وفيما الجميع ينتظر وصول الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان، توجهت الانظار الى الرياض التي زارها وزير الخارجية السوري فيصل المقداد فيما توجه اليها السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، وذلك بعد ان كانت زارتها وزيرة الخارجية الفرنسية كولونا، ما دلّ الى ان الملف اللبناني حاضر بقوة في هذه اللقاءات السعودية الفرنسية والسعودية ـ السورية، وكذلك السعودية ـ الايرانية، حيث سيكون هناك لقاء قريب بين وزيري خارجية البلدين بعد ان تم افتتاح السفارة الالايرانية في العاصمة السعودية، وربما تكون لهذا اللقاء ايضا علاقة بالزيارة التي سيقوم بها الرئيس الايراني السيد ابراهم رئيسي الى الرياض ملبية الدعوة التي كان قد وجهها اليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز غداة توقيع الاتفاق السعودي ـ الايراني في بكين في العاشر من آذار الماضي.

وأكدت مصادر نيابية لـ”الجمهورية” ان كل الاحتمالات واردة في جلسة 14 حزيران، الا انتخاب رئيس الجمهورية الذي لم تتوافر بعد ظروف ولادته. وأشارت إلى أن هذه الجلسة ستسلك على الارجح أحد مسارين، فإما ان لا يكتمل نصابها أساسا، وإما تعطيله في الدورة الثانية.
واعتبرت هذه المصادر “ان الجلسة ستكون أقرب إلى مناورة انتخابية بالذخيرة السياسية الحية، لتظهير موازين القوى وتموضعات الكتل، أي انها ستنتج “الداتا” السياسية التي يمكن البناء عليها في مرحلة ما بعد 14 حزيران”.
ولفتت المصادر إلى ان النواب الرماديين والمتريثين باتَ لهم وزن في المعادلة الحالية، وسيجري “الشغل” عليهم من جانب معسكري سليمان فرنجية وجهاد أزعور خلال الأيام القليلة الفاصلة عن الجلسة لتحسين ارقام كل منهما في اعتبار ان الحسم مؤجل.

وبدا واضحاً ان الفريق المعارض لترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية يعيش حالة من الارتباك الشديد، اول نتيجة عدم فهمه لطبيعة مواقف العواصم العربية والاجنبية المتعاطية في الاستحقاق الرئاسي خصوصا والوضع اللبناني عموما، فضلاً عن عجزه عن تأمين البوانتاج المطلوب لفوز مرشحه “المتقاطع عليه، لا المتوافق، الوزير السابق جهاد ازعور، في الوقت الذي يرشح ان “التيار الوطني الحر” يضمر تأييد الوزير السابق زياد بارود، وكل ذلك لهدف إسقاط ترشيح فرنجية ليس إلا، خصوصا ان ما يقوم به التيار والفريق المعارض ينقض تماماً شعاراتهما التي صمّا بها اذان اللبنانيين حول “الرئيس السيادي” ورفض مرشح “الممانعة” و”المنظومة” وسوى ذلك من التسميات والشعارات التي تبخرت بعد “التقاطع” على ازعور الوزير السابق لمالية المنظومة المرذولة لديهما.

المصدر
الجمهورية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى