سياسةعربي ودولي

جزيرة “توتي” السودانية بين “فكي الموت” والشعب يدق ناقوس الخطر

أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي في السودان -خلال الساعات الماضية- نداء استغاثة لإنقاذ سكان جزيرة “توتي” وذلك بسبب “حصار” تفرضه قوات الدعم السريع، مما أدى إلى نقص الغذاء والدواء ويهدد بحدوث كارثة إنسانية حسب وصفهم.

وعبر وسم (هشاتاغ) “#فكحصارجزيرة_توتي” تناقل مغردون وناشطون وسودانيون شهادات سكان الجزيرة عن الوضع الحالي، وأكدوا خطورة الوضع مطالبين بالدخل لإنقاذ الأهالي، خاصة في ظل تواتر الأنباء عن شحّ المواد الغذائية أو انعدام بعضها بسبب الحصار المفروض عليها.

وتقول شهادة أحد سكان جزيرة “توتي” إنه وبعد أسبوع من الإغلاق التام المفروض من قبل قوات الدعم السريع، أصبح الوضع كارثيا، فالمحال التجارية باتت خاوية تماما من السلع الضرورية.

وأضاف المواطن في شهادته “توتي كلها خالية من الدقيق بكل أنواعه، وبالتالي توقفت المخابز عن العمل” مشيرا إلى أن الكثير من المحال التجارية أصبحت تفتقر إلى المواد الأساسية مثل الزيت والدقيق والملح والسكر والخميرة.

وبسبب الحصار المفروض، تشير الشهادات المنقولة عن سكان الجزيرة إلى أن أغلب المحال التجارية اضطرت إلى إغلاق أبوابها، كما دقّت ناقوس الخطر بسبب نقص الأدوية في المركز الصحي الوحيد الذي يعمل في “توتي”.

ووصفت عدة مصادر الوضع بـ “الكارثي والخطير” وأكد عدد منهم أن “توتي” التي يحبها السودانيون بين فكيْ الموت، وتتضرع إلى الله أن ينجي أهلها.

ويُعد “درة النيل” الاسم المحبب عند السودانيين لـ “توتي” أكبر جزر النيل في السودان، والتي تقع عند ملتقى النيلين الأبيض والأزرق (مقرن النيلين).

فهذه الجزيرة الخضراء وجهة سياحة بامتياز حيث النيل والشمس ورمال الشاطئ، ولهذا السبب يطلق عليها أهلها “درة النيل” بينما يسميها آخرون “عروس النيل”.

وعلى مر التاريخ، احتفظت “توتي” بموروثها الثقافي والاجتماعي من خلال موقعها المميز، حيث تقع بين المدن الرئيسية (الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري) ويربطها بالعاصمة جسر يصل إلى فندق “كورينثيا” (برج الفاتح) الذي شيّد بدعم ليبي.

وكان سكانها -البالغ عددهم 20 ألفا- وزوارها في السابق يقصدون هذه الجزيرة الجميلة عبر العبارات.

وعام 2015 اختار برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للحد من مخاطر الكوارث جزيرةَ “توتي” ضمن أفضل 8 مناطق على مستوى العالم في استخدام المهارات التقليدية والثقافة المحلية للحد من مخاطر الفيضانات.

وظلت “توتي” تقاوم فيضان النيل عبر تكاتف وعزيمة أهلها بطرق تقليدية، خلدها الفن السوداني في أغنياته بتصدي رجالها وشبابها للنهر الثائر أوقات الفيضان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى