إضاءات

أ.د عمر تدمري والبروفسور المهندس خالد تدمري في إفتتاح مسجد الظاهر بيبرس في القاهرة

في إطار الاحتفاليات الدولية بمرور ٨٠٠ عام على ولادة السلطان الظاهر بيبرس
وبدعوة من مجمع البحوث الإسلامية في جامعة الأزهر وسفارة كازاخستان في مصر
شارك المؤرّخ أ. د. عمر تدمري والبروفسور المهندس خالد تدمري في حفل افتتاح مسجد السلطان الظاهر بيبرس في القاهرة بعد ترميمه
حيث سبق وكانا ضمن الفريق المتخصّص الذي وضع دراسات ترميم المسجد المعمارية والتاريخية

وفي حفل حاشد افتتح د. أحمد الطيب شيخ الأزهر، وفضيلة د. شوقي علام مفتي الجمهورية المصرية، ود. مختار جمعة وزير الأوقاف، ود. أحمد عيسى وزير السياحة والآثار، ود. مولين أشيمباييف رئيس مجلس السينات بالبرلمان في جمهورية كازاخستان، ووزير الإعلام والشؤون الاجتماعية الكازاخي أ.د. درهان قدرعلي، ومحافظ القاهرة اللواء خالد عبد العال، يوم الأحد في ٤ حزيران/يونيو مسجد السلطان الظاهر بيبرس الواقع في حيّ الظاهر التاريخي بالقاهرة، والذي يُعدّ ثالث أكبر مساجد مصر التاريخيّة مساحةً، وذلك بعد انتهاء أعمال الترميم وإعادة البناء التي استمرّت زهاء خمسة أعوام.

حضر الافتتاح الشيخ نوريزباي حاج تاغانولي المفتي العام ورئيس الشؤون الدينية لمسلمي كازاخستان، ود. سلامة داود رئيس جامعة الأزهر، ود. نظير عيّاد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالجامعة، ود. مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والمهندس سيّد فاروق رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب، والأستاذ خيرات لاما شريف سفير كازاخستان بالقاهرة، ووفد رفيع المستوى من جمهورية كازاخستان الشقيقة ضمّ نواباً وباحثين، ومن لبنان المؤرّخ الإسلامي أ.د. عمر تدمري المتخصّص في حقبة تاريخ المماليك، والمهندس د. خالد تدمري أستاذ العمارة في الجامعة اللبنانية والذي كان قد شارك في وضع دراسة الترميم الهندسية لجامع الظاهر بيبرس ضمن فريق التعاون المشترك بين “اتحاد مهندسي ومعماريّي العالم التركي – فرع كازاخستان” وشركة المقاولين العرب المصرية، حيث موّلت دولة كازاخستان المشروع.

وبعد أداء صلاة الظهر جماعةً في المسجد، انتقل المحتفون إلى “قصر الأزهر للمؤتمرات” حيث انطلقت أعمال “المؤتمر العلمي الدولي المنعقد في ذكرى ٨٠٠ عام على ولادة السلطان الظاهر بيبرس”، والذي تجزم المصادر التاريخية أن ولادته كانت في مدينة أتيراو الكازاخية، وانقسم المؤتمر إلى ثلاث جلسات تحدّث فيها المؤرّخون والباحثون من مصر وكازاخستان، كما قدّم المؤرّخ عمر تدمري رئيس لجنة الآثار والتراث في بلدية طرابلس محاضرة تناولت “تاريخ وفتوحات السلطان الظاهر بيبرس في بلاد الشام ووصوله إلى طرابلس ومحاولات فتحها وتحريرها من الإفرنج”، وعرض البروفسور خالد تدمري في محاضرته “آثار السلطان الظاهر بيبرس العمرانية في لبنان والمنتشرة في عددٍ من قرى الجنوب ومنها الشقيف مروراً بالبقاع بخاصّة في بعلبك وصولاً إلى عكار العتيقة وسهل عكّار”، ليعلن بعدها رئيس السينات بالبرلمان الكازاخستاني د. مولين أشيمباييف أن وفداً رسمياً رفيع المستوى من وزراء وباحثين سيزور لبنان منتصف شهر تشرين الأول/أكتوبر القادم لدراسة إعداد احتفالية مماثلة في مدينة طرابلس التي تزخر وتفخر بتاريخها المملوكي.

ويُعدّ مسجد الظاهر بيبرس تحفة معمارية شاهدةً على روعة البناء في العصر المملوكي، وصحن المسجد محاط بـ ٤ إيوانات، وتعلو محرابه قبّة، وهو التخطيط نفسه الذي جاء عليه جامع أحمد بن طولون، ويبلغ طول الجامع ١٠٨ أمتار وعرضه ١٠٥ أمتار، وللمسجد ٣ بوابات رئيسية بارزة عن الواجهات الثلاث عدا الواجهة الجنوبية الشرقية، وكان له مئذنة ترتفع فوق بوابته الرئيسية، وإجمالي مساحة المسجد بالخندق والسور المحيط به نحو ١٨ ألف متر مسطح، وإجمالي مساحة المسجد فقط حوالي ١١ ألف م٢؛ وهو يُعدّ أقدم مسجد يعود للعصر المملوكي في القاهرة، حيث شرع السلطان الظاهر بيبرس البندقداري في بنائه عام 665 هـ- 1266م وانتهى بناؤه عام ٦٦٦هـ وظلّت شعائر الصلاة تُقام فيه فترة طويلة، ثم أغلق فترة الاحتلال الفرنسي للبلاد وبعده الانكليزي حيث قاموا بتحويله عمداً وانتقاماً إلى مذبح ومسلخ للحيوانات ومن ثمّ تحوّل إلى حديقة عامة..
وها هو يشكّل اليوم بعد عودة الصلاة إليه معلماً دينياً تاريخيّاً وأثريّاً هامّاً لكلا الدولتين الشقيقتين مصر وكازاخستان .

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى