مقالات خاصة

“تركيا تستعيد وجهها الحقيقي تدريجيا”

كتب حميد خالد رمضان لقلم سياسي :

بعد قرن من الزمن بدأت تركيا تستعيد بتؤدة وجهها الحقيقي بالعودة الى تاريخها التليد المتخم بالإنتصارات حينا والإنكسارات احيانا أخرى وذلك على كافة الصعد..
رجب طيب اردوغان اثبت للعدو والصديق في آن معا، أنه لا يحرق المراحل لوضع تركيا في مكانها التي تستحق لأنه يمتلك مشروعا سياسيا خارطة طريقه إيقاظ المارد التركي من غفوة فُرضت عليه منذ مئة سنة ونيف وذلك لثقته بشعبه الذي حكم ثلث العالم
إن لم نقل أكثر على طوال 600 سنة ..
السبب الأول لنجاح اردوغان في مسيرته السياسية ثقته بربه ثم بنفسه ثم بشعبه رغم كل المؤامرات التي حيكت خيوطها الأبالسية بليل بهيم على مدى قرن من الزمن في اقبية الدول الإستعمارية القديمة والجديدة ضد تركيا،والسبب الثاني ممارسته للحكم كرجل دولة عادل لا يميز بين من يواليه وبين من يخالفه ولا بين منطقة مؤيدة له ومنطقة تعارضه بشتى المجالات الخدماتية من الصحة الى التعليم الى البنى التحتية من كهرباء وغاز وطرقات على مدى عين تركيا ونظرها محافظا بإحترام على خاصية كل مكون يعيش في تركيا من اكراد وعلويين ومسيحيين وعلمانيين وارمن ولاذيين ومسلمين بشرط واحد لا ثاني له،وهو الولاء ثم الولاء لتركيا الوطن الذي يحضن الجميع ..
*اردوغان لم يصنع المعجزات لوحده ولو كان آحاديا لفشل فشل ذريعا،بل كان يعي ان النجاح مرتبط بيد الجماعة من (ساسها الى راسها) ولنا امثال كثيرة على ما جنته سياسة التفرد في الحكم خاصة في عالمنا العربي حيث ادت هذه السياسة الى تقهقر يدمي القلب وللأسف ما زلنا نعيش نحن كعرب في بؤس وعوز وتخلف وجهل رغم دخولنا القرن ال21 وكل هذه جاءت بسبب حكم فردي إستبدادي ..
*اردوغان إنسان يخطئ ويصيب ينجح ويفشل وهذه ليست تهمة بل توصيف حقيقي لمقدار ما أُعطي لخليفة الله على الأرض من ملكات،وكما يقال في حياتنا الدنيوية (من لا يعمل لا يخطئ) لأنه ليس نبيا مرسل ولا ملاكا منزل بل هو
عبد لا اكثر ولا اقل،أي أننا علينا الإبتعاد عن الغلو في مدح الحاكم الناجح، والغلو النابع ايضا من من الشخصانية في ذم الحاكم الفاشل ..
*لم ينتصر اردوغان بدباباته ولا بمخابراته ولا( برنجره العسكري) ولا بقمعه لشعبه ولا بحكمه الديكتاتوري ولا ببراميله المتفجره ولا بتهجير شعبه
كأيد سبأ في ارجاء الكون المعمور ولا بإفقاره وتهديده وترهيبه بأمنه وأمانه ولقمة عيشه،ولكنه إنتصر على اخصامه
بممارساته السياسية (الدولاتية) وعلى اساس هذا السلوك البناء نال ثقة الشعب الغير مؤدلج ..
*اردوغان ليس نصف اله ولا قديس ولا آية الله ولا هو ربنا الأعلى الذي يهدينا سبل الرشاد بل هو إنسان تولى سدة الحكم يصيب في مكان ويخطئ في مكان آخر،وبالتالي تأييدنا له لم يأتي على خلفية دينية او مذهبية او نفعية او وصولية،بل جاء على خلفية ما قدمه لبلده(تركيا) وبالتالي مدحناه ولو فعل عكس ذلك لهجيناه ولقلنا فيه ما لم يقله مالك بالخمر ..
*اردوغان فعل ما يستطيع ليعيد لتركيا وجهها التاريخي الحقيقي وذلك بنزع الوجه(القناعي) الذي غطوا به محياها الأصيل ،فياليت يأخذ حكامنا العبرة من ذلك بإعادة وجه امتنا العربية-الإسلامية الحقيقي لكي نعيد معا راع ورعية بناء ما هدمته ثقافة الأنا المتسلطة الشبقة..

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى