عربي ودولي

بعد هجوم دامٍ.. 26 جمعية حقوقية تونسية تطالب الدولة بحماية المهاجرين

طالبت جمعيات ومنظمات حقوقية تونسية، اليوم الاثنين، الدولة بحماية المهاجرين ورفع كافة أشكال التمييز ضدهم، وذلك على خلفية مقتل مهاجر وجرح 4 آخرين، في هجوم نفذه شبان تونسيون على منزل لمهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء، بمدينة صفاقس (جنوب) الأسبوع الماضي.

وطالبت 26 جمعية ومنظمة حقوقية -في بيان مشترك- الدولة التونسية بتحمل مسؤولياتها في حماية المهاجرين، بصرف النظر عن وضعهم الإداري، وضمان سلامتهم الجسدية والنفسية ورفع كل أشكال التمييز والتقييد التي تطالهم، والتي تهدف إلى تعطيل وعرقلة الاعتراف بحقوقهم والتمتع بها أو ممارستها، وذلك وفق المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية (مستقل).

ووفق البيان، تعرّض منزل في صفاقس يقطنه مهاجرون من جنوب الصحراء إلى هجوم من طرف مجموعة من الشبان بعد منتصف ليل 20 مايو/أيار الجاري، نتج عنه وفاة مهاجر وجروح بليغة لـ4 آخرين.

وعزت الجمعيات الحادثة إلى سياق لم ينقطع من خطابات التحريض والكراهية والعنصرية ضد المهاجرين من جنوب الصحراء منذ 21 فبراير/شباط الماضي، ودعت إلى سياسات وإستراتيجيات عمل قادرة على منع جميع أشكال وممارسات التمييز العنصري ومكافحة الصور النمطية ذات الطابع العنصري الشائعة والتصدي للعنف بكل أشكاله.

وانتقدت هذه المنظمات ومن بينها الرابطة التونسية لحقوق الإنسان والمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب “مناخ الإفلات من العقاب وتطبيع العنف”، وقالت إن “أجهزة الدولة سعت للتعتيم على الحادثة الإجرامية ومصادرة الهواتف التي وثقت الاعتداء”، وحمّلت المنظمات الحقوقية الرئيس التونسي قيس سعيّد مسؤوليته.

وفي 21 فبراير/شباط الماضي، طالب الرئيس التونسي قيس سعيد، في خطاب بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف تدفق المهاجرين غير النظاميين من أفريقيا جنوب الصحراء، ما قوبل بإدانات من منظمات غير حكومية، ووُصف الخطاب بأنه عنصري وبغيض.

ولم يصدر تعقيب فوري على البيان من السلطات الأمنية، لاسيما في صفاقس، التي تعد منصة رئيسية لأنشطة الهجرة غير النظامية نحو السواحل الإيطالية القريبة.

واليوم الاثنين، قال المتحدث باسم محكمة صفاقس فوزي المصمودي لوكالة الصحافة الفرنسية إن الهجوم الذي أودى بحياة مهاجر أفريقي من بنين نفذه 7 تونسيين مسلحين بسكاكين وسيوف على 19 مهاجرا تجمعوا في منزل في حي الحفارة الشعبي في صفاقس.

وقال المصمودي إن مقاطع الفيديو تظهر بحسب النتائج الأولية للتحقيق، 7 رجال يهاجمون المهاجرين، مشيرا إلى أن التحقيق مستمر لمعرفة دوافع الهجوم، وأضاف أن 3 تونسيين أعمارهم 17 و23 و36 عاما اعتقلوا بعد فتح تحقيق قضائي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى