عربي ودولي

اشتباكات عنيفة في الخرطوم قُبيل انتهاء أسبوع الهدنة

قال سكان إنّهم سمعوا دوي اشتباكات عنيفة ومتواصلة اليوم الاثنين في أجزاء من العاصمة السودانيّة الخرطوم قبل ساعات من انتهاء اتّفاق الهدنة الهش الذي وفّر بعض الهدوء في الصراع المستمرّ منذ ستّة أسابيع لكنّه أتاح وصول القليل فقط من المساعدات الإنسانية.

واستمرّت الاشتباكات من أمس الأحد وحتى اليوم في جنوب وغرب أم درمان، إحدى المدن الثلاث المتجاورة التي تشكّل ولاية الخرطوم. كما قال سكان في جنوب الخرطوم على الضفّة الأخرى لنهر النيل إنّ هناك اشتباكات وقعت في وقت متأخر من مساء الأحد.

واندلع الصراع على السلطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في 15 نيسان، ممّا أسفر عن مقتل المئات وفرار ما يقرب من 1.4 مليون شخص من ديارهم.

وقال الجانبان إنّهما يفكّران في تمديد اتّفاق وقف إطلاق نار مدّته أسبوع أبرم بوساطة السعودية والولايات المتّحدة بهدف السماح بتوزيع المساعدات الإنسانية والذي ينتهي في الساعة 0945 مساء بالتوقيت المحلي (1945 بتوقيت جرينتش) اليوم الاثنين.

وقالت المملكة والولايات المتحدة أمس الأحد إنّ كلا من الجيش وقوّات الدعم السريع انتهك الهدنة مراراً وعرقل وصول المساعدات الإنسانيّة واستعادة الخدمات الأساسية. ويتولى البلدان مراقبة الهدنة عن بُعد وطلبا تمديدها.

وقال حسن عثمان (55 عاماً)، وهو من سكان أم درمان، لـ”رويترز” عبر الهاتف إنه منذ مساء أمس تقع ضربات باستخدام جميع أنواع الأسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأضاف أن هناك حالة خوف كبير بين السكان، متسائلاً “أين الهدنة؟”.

وعلى مستوى السودان، قالت وزارة الصحة إنّ القتال تسبّب في مقتل أكثر من 700، لكن من المرجح أن يكون العدد الحقيقي أعلى بكثير.

وسجلت الوزارة بشكل منفصل ما يصل إلى 510 وفيات في الجنينة، إحدى المدن الرئيسية في إقليم دارفور غرب البلاد والذي كان يعاني بالفعل من الصراع والنزوح.

  • وفيات الأيتام

طالت عمليات نهب وتدمير مصانع ومكاتب ومنازل وبنوكا في الخرطوم. وكثيراً ما تشهد العاصمة السودانية انقطاع الكهرباء والمياه والاتصالات، كما تعاني من نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية وكذلك نفاد الإمدادات الغذائية.

وأعدت “رويترز” تقريراً عن وفاة عشرات الأطفال في دار للأيتام في الخرطوم منذ بدء الصراع، وعزا أحد المسؤولين هذه الوفيات بشكل رئيسي إلى نقص العاملين على الرعاية وانقطاع التيار الكهربائي المتكرر بسبب القتال.

ومع توقف القتال العنيف موقّتاً في ظلّ الهدنة، استمرّت الاشتباكات والضربات الجوية بشكل متفرّق.

وتقول الأمم المتّحدة ومنظّمات إغاثة إنّه على الرغم من الهدنة فإنّها تكابد للحصول على موافقات وضمانات أمنيّة لتوصيل المساعدات وفرق الإغاثة إلى الخرطوم وغيرها من الأماكن التي تحتاج إليها.

وتحدث بيان صادر عن السعودية والولايات المتحدّة في وقت متأخر من مساء أمس الأحد عن انتهاكات لوقف إطلاق النار من بينها تنفيذ ضربات جوية واستيلاء الجيش على إمدادات طبية واحتلال قوات الدعم السريع منازل مملوكة لمدنيين إلى جانب ضلوعها في عمليات نهب.

وأضاف البيان: “أبلغ الجانبان الميسرين أنهما ملتزمان بتسهيل المساعدة الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية لصالح الشعب السوداني”، مشيراً إلى أنّ الجانبين برغم ذلك “متمركزان لمزيد من التصعيد”.

المصدر
النهار

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى