مقالات خاصة

أي عيد ومعظم اللبنانيين دون الحد الأدنى من خط الفقر ؟!

بقلم الشيخ مظهر الحموي

عيد بأية حال عدت يا عيد
يأتي العيد هذا العام على اللبنانيين ، حيث تعتصر قلوبهم الآلام، وتعتمل في صدورهم الحسرات ، وتطل من عيونهم دمعات الأسى والغيظ والحرقة لما آلت إليه أوضاعهم السياسية والإقتصادية والإجتماعية والمعيشية ، حيث الهموم والمنغصات تتسلل الى أجسادهم ، والأكلة تتداعى الى قصعتها ، والمآسي في إزدياد ، ولا من مهتم أو منصت؟!
أي عيد ومعظم أفراد الشعب اللبناني وعائلاتهم لا ترقى الى الحد الأدنى من خط الفقر.
أي عيد وحيثما تلفت تجد من يتربص بنا سوءاً ويريد بنا شراً ولا يهتم سوى بإيذائنا وتقويض دعائمنا وإستقرارنا وتفكيك وحدتنا وشرذمتنا والقضاء على إقتصادنا…
أي عيد يحتفل به المسلمون في إبتهاج ويتبادلون التهاني جهاراً وإخوانهم المجاهدون في أكناف بيت المقدس يتعرضون لأبشع انواع الإنتهاكات والإعتقال والرعب والقتل والإذلال وتدنيس المسجد الأقصى من اليهود المستوطنين.
وكيف يتسنى لنا أن نبتهج بالعيد ونضحك ونبتسم ومعظم اللبنانيين أصبحوا من الفقراء والمساكين ومن العائلات المستورة التي لا يعلم بظروفها سوى الله وحده سبحانه وتعالى حيث تتلوى بطونهم من الجوع ولا يجدون ما يأكلون؟!
وهل في مقدور أي مسلم أن يستقبل العيد بكل إرتياح دون أن يفكر بأمر سائر المسلمين والرسول ﷺ يحثنا في الحديث الشريف ( من بات ولم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم )
يأتي هذا العيد على أناس ذلوا بعد عز ، أصبحوا أذلاء بعد أن كانوا أعزاء ، لأنهم ذاقوا مرارة العيش بعد رغده وتجرعوا من العلقم كيزانا بعد وفرة النعيم ،فإعتاضوا عن البهجة بالبكاء ، وسكن محل الفرحة الألم والحسرة والعناء..
يأتي هذا العيد على يتيم ينشد عطف الأبوة الحانية ، ويتلمس حنان الأم الرؤوم، ويرنو الى من يمسح راسه ، ويخفف بؤسه.
يأتي هذا العيد على ارملة تكالبت عليها الأحزان ، وتوالت عليها المحن ، وتذكرت في العيد عزاً قد مضى في كنف زوج عطوف رؤوف فدمعت عيناها وبكت حسرة وألما..
وتطول الحكاية والمأساة ، وتتعدد الصور والمشاهد البائسة وينخلع الفؤاد من إستعراض حجم الأهوال والمؤامرات التي يتعرض لها بلدنا لبنان.
العيد سيكون خيراً وهناءً إذا ما إنسلخنا من أنانيتنا وبادرنا الى التواصل والتراحم وإفشاء السلام والود، ونصرة المظلوم، وإغاثة الملهوفين ، وإقالة العاجز ، ومساعدة اليتيم ، وإعانة الأرامل الفقيرة ، والتنازل عن كبريائنا من اجل الإهتمام بالفقراء وزيارة منازلهم في الأحياء الداخلية والمناطق الشعبية ليستشعروا معنا أن لهم إخوة أحبوا أن يشاركوهم عيدهم.
كل عام وانتم ولبنان بخير.

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى