مقالات

القوى المسيحية لن تسير بالتسوية!

حتى اللحظة لا يبدو ان الاحزاب المسيحية تتجه للقيام بخطوات جذرية تجعلها جزءا من التسوية السياسية التي تلوح في الافق، وهذا يعني انها ستتمكن، في حال بقيت موحدة على رفض التسوية، من عرقلتها او تأخيرها على اقل تقدير، الى حين اكتمال المشهد الاقليمي الذي سيفرض نفسه بشكل قاطع في نهاية المطاف.

بعيدا عن الجو التفاؤلي الذي يسوقه بعض اطراف “قوى الثامن من اذار”، الا ان عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية لن تكون في وقت قريب جدا، اذ ان الضغوط التي تمارس على بعض القوى في الايام الماضية لم تؤد الى اي نتيجة فعلية او الى اقناعها بالسير بترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية.

وبحسب مصادر مطلعة فإن اكتمال المشهد الاقليمي المرتبط بتأييد ترشيح سليمان فرنجية ووصوله الى القصر الجمهوري ليس كافيا لفوز الرجل بالمعركة، اذ ان العقدة المسيحية ليست بسيطة في النظام اللبناني، بل تفرض على الجميع حلها ومراعاة اطرافها وعدم الذهاب الى المرحلة الجديدة من دونهم.

وترى المصادر انه حتى بعد الحرب الاهلية، لم يكن الذهاب الى الطائف من دون احزاب وشخصيات مسيحية، امّنت اقله غطاءً شكليا للاتفاق والنظام السياسي الجديد، وهذه الشخصيات والاحزاب ليست موجودة اليوم حتى، وعليه فإن الحاجة لاحدى الكتل الاساسية ضرورة لا يمكن القفز فوقها تحت اي اعتبار سياسي او استراتيجي.

وتقول المصادر ان الدعوة لجلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية قد تتم في وقت قريب نسبيا، لكنها لن تؤدي الى فوز اي من المرشحين، ففي حال استطاعت المعارضة ترشيح شخصية والتوحد حولها، فإن هذه الشخصية لن تحصل على الـ٦٥ صوتا وكذلك فإن رئيس المردة سيعجز عن ذلك وان كان بات قريبا جدا من هذا الرقم.

اما في حال فشلت المعارضة مع “التيار الوطني الحر” من توحيد الصفوف، فإن الجلسة النيابية ستكون مقدمة لانقلاب احد الاطراف المعارضين لفرنجية وانضمامه الى معسكر المؤيدين للرجل في جلسة لاحقة، لن تكون قريبة، خصوصا ان القوى الاقليمية لن تتدخل بشكل مباشر للتأثير على القوى الداخلية.

لم تتوقف المساعي السياسية للوصول الى تأمين دعم مسيحي لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، لكن وبالرغم من فشل اي اتفاق بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، الا ان الطرفين لا يزالان يرفضان تقديم تنازل بحجم تأمين النصاب لفرنجية لان ذلك سيؤدي الى اضرار جسيمة على المستوى الشعبي..

المصدر
علي منتش- لبنان24

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى