مقالات

رئيس للجمهورية من “التيار الوطني الحر”!

فجّر النائب آلان عون يوم أمس الأحد، قنبلة مدوّية تتعلق بالمفاوضات بين القوى المسيحية الكبرى حول رئاسة الجمهورية. وكشف عون أن ما من اتفاقٍ بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” والكتائب، إلاّ إذا كان المرشح أحد أعضاء تكتل “لبنان القوي”.

ما طرحه عون، يتلخّص بأن “التيار” ليس في وارد الذهاب إلى مواجهة “رئاسية” مع “الثنائي الشيعي” إلاّ، إذا كان المرشح المتّفق عليه مع المعارضة هو من صفوف “التيار”، وبهذه الحال لا تعتبر مواجهة لأن المرشح لن يكون خصماً، بل مرشحاً توافقياً لأنه سيحوز على شبه إجماع نيابي.

لكن الجدير ذكره، أن وحده رئيس “التيار” جبران باسيل سيكون خارج اللعبة، لأن غالبية الكتل النيابية ترفضه كمرشح لرئاسة الجمهورية. هذا الواقع الذي يعيشه باسيل، لا ينطبق على زملائه في التكتل، أكان ابراهيم كنعان أو آلان عون، أو غيرهما.

وإذا كان رئيس “القوات” سمير جعجع ورئيس الكتائب سامي الجميّل قد وافقا على السير بالوزير السابق جهاد أزعور، فأنهما لن يمانعا تبني أحد أعضاء تكتل “لبنان القوي”، كونها الطريقة الوحيدة لإحراج “الثنائي الشيعي”، وإجباره على التفكير بمرشح آخر غير رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية.

لكن يبقى السؤال الأهم، هل يوافق باسيل على ترشيح أحد أعضاء تكتل “لبنان القوي” الذي يرأسه؟ وإذا كان باسيل رفض السير بأزعور، رغم أنه أول من طرحه على الساحة الرئاسية بذريعة أنه لا يريد قطع شعرة معاوية مع “الشيعة”، فلماذا لا يسير بمرشح من تكتله؟ وفي حال رفض جبران هذا الطرح، كيف سيبرِّر موقفه أمام الرأي العام اللبناني عموماً والعوني خصوصاً؟

اللافت أن النائب آلان عون، تحدث أمس بإسم “التيار الوطني الحر”، ما يعني أن باسيل يوافق على مضمون ما جاء على لسان عون، وإلا كان باسيل أعلن تنصّله من هذا الكلام عبر عدة وسائل. لكن ما لم يعد خافياً على أحد، أن باسيل فعلاً ليس في وارد نسف علاقته مع “حزب الله”، وبحجم حرصه على هذه العلاقة واستمراريتها نجده حريصاً على إسقاط سليمان فرنجية.

في المحصلة، يبدو أن الكرة الرئاسية باتت فعلياً في ملعب جبران باسيل، وبما أن رئيس “التيار” يبدي حرصه الشديد على إنهاء الشغور الرئاسي، عليه التوقّف عن المناورة واتخاذ موقف واضح من الإستحقاق الرئاسي، وإلاّ فأنه سيقع في فخّ “اللعب على الحبال”، وقد يسقط وحده.

المصدر
محمد المدني - ليبانون ديبايت

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى