مقالات

للبنانيين في تركيا رأيهم أيضا.. من يفضلون بين اردوغان وكليتشدار أوغلو؟

تُخاض الانتخابات الأكثر حسما في تاريخ تركيا يوم الاحد في 28 أيار ضمن الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية، بين المرشحين رجب طيب أردوغان ومنافسه كمال كليتشدار أوغلو، بتقدم طفيف أحرزه الأول في الجولة الأولى. وكما ينقسم الاتراك حيال مرشحهم الأبرز، فللبنانيين المتواجدين في تركيا رأيهم أيضا في الانتخابات التي تشغل العالم أجمع.

فأي تركيا هي الأنسب للبنانيين وتطلعاتهم، وخصوصا هؤلاء الذين مضى على وجودهم زمنا طويلا في تركيا، وأي رؤية تناسبهم بما يتعلق تحديدا بالناحية الاقتصادية، بعد التحدي الكبير لليرة التركية والصعوبات التي تمر بها البلاد، بعدما واجه الاقتصاد التركي صعوبات كبيرة ووصول معدل التضخم الى 44 بالمئة؟ فمن يفضل اللبنانيون الموالاة ام المعارضة؟

شخصية اردوغان

يؤكد سليم السمان وهو لبناني مقيم في إسطنبول منذ أكثر من 5 سنوات ويعمل كمدير تجاري في احدى الشركات أنّ اللبنانيين في تركيا يتابعون باهتمام وترقب وقلق نتائج الانتخابات الرئاسية، مشيرا في حديث مع “لبنان 24” الى انّ “معظم اللبنانيين المتواجدين في تركيا تعرفوا على الأحزاب السياسية والتركيبة الحزبية في البلد ويعرفون تماما التوجهات والأجندات لكل حزب، لذلك هم منخرطون في الشأن التركي لاعتبارات عدة”. وبحسب السمان فانّ معظم اللبنانيين يؤيدون إعادة انتخاب الرئيس رجب طيب اردوغان لأسباب كثيرة أبرزها كما يصف: “شخصية اردوغان أولا، والإنجازات التي استطاع تحقيقها في تركيا وبطبيعة الحال التطور الذي أوصل البلاد اليه، إضافة الى التسهيلات الكبيرة التي قدمها للبنانيين والعرب منذ توليه السلطة”.
ويتابع السمان: “لا ننكر انّ الوضع الاقتصادي ليس بأحسن حال وطبعا هناك تحديات اقتصادية كبيرة على كل مسؤول معالجتها سواء اردوغان او غيره، ولكن يبقى الحال أفضل من لبنان، واللبنانيون المتواجدون هنا لا يعيشون في فقر ابدا. وكل لبناني متواجد في تركيا، اختار التواجد في هذا البلد بحريته ووجد كل التسهيلات التي يرغب بها، وهذا ما حصل معي حقا عندما انتقلت للعمل في تركيا بعد الخليج”.

انتماء
يتحدث السمان عن الإحساس بالانتماء أيضا الى تركيا، مشيرا الى انّ الفريق المنافس لأردوغان لم يقدّم للبلد أي تطور، ويقول: “بالعكس تماما فالحزب المنافس لحزب العدالة ساهم في افشال البلد مرات كثيرة وهذا رأي معظم اللبنانيين المتواجدين هنا. فكليتشدار أوغلو كان وزيرا للصحة، ويمكن القول انّ فترة توليه الوزارة كانت كارثية، ولا نتوقع منّه أي تطوير للبلد، انما المزيد من الشعارات القومية والعنصرية وغير الإنسانية مع سائر المقيمين وليس فقط اللبنانيين”.

وهنا يشرح السمان حقيقة القلق الذي يشعر به البعض في حال وصول أوغلو الى سدة الرئاسة، ويقول: “بالورقة والقلم، فانّ الجولة الثانية محسومة لصالح اردوغان”.

بالأرقام
وتشير بعض الأرقام التي تتناقلها مجموعات “واتساب” للبنانيين حاصلين على الجنسية التركية أنّ نسبة التصويت التي حصل عليها اردوغان من اللبنانيين المجنسين هي حوالى 90 بالمئة، ولارا سعد هي سيدة لبنانية حصلت على الجنسية التركية قبل سنوات ومارست حقها في التصويت في الجولة الأولى وتستعد اليوم للجولة الثانية بحماس. تقول سعد إنها صوتت لأردوغان، معللة السبب الى التسهيلات الكبيرة التي حصلت عليها كمقيمة حتى قبل حصولها على التجنيس فـ”عيشتنا هون أفضل من لبنان” كما تقول. وتتحدث سعد عن مجموعة من الفوارق بين اردوغان وأوغلو، أهمها انّ “الأول يهتم باللاجئين والعرب، بينما اوغلو صاحب خطاب عنيف ضد كل من لا يتكلم اللغة التركية، حتى انّ أحد أهدافه هو جعل الأذان باللغة التركية وليس العربية. واضف الى ذلك انّ اردوغان يحترم كل عربي ولاجئ، بينما أوغلو يسعى الى منع إعطاء الجنسية الا بحالات استثنائية”.

أمّا مها المصري فتبدو غير معنية كثيرا بالانتخابات، وخصوصا انّها سافرت مؤخرا الى تركيا بعد زواجها من رجل تركي ولم تتعرف بعد على طبيعة التركيبة السياسية في البلد. ولكنها تؤكد انّ زوجها وعائلته من الأشخاص المؤيدين لكمال كليتشدار أوغلو، والمعارضين بشراسة للرئيس الحالي، على اعتبار انّ الفوضى الاقتصادية حصلت في عهد اردوغان، “فلم لا نجرب دما جديدا يدخل الإصلاح الاقتصادي الى البلد بعيدا من سياسات اردوغان” كما تقول.

جولة ثانية
وكان رئيس الهيئة العليا للانتخابات التركية، أعلن، الإثنين، أن السباق الرئاسي سيحسم بجولة ثانية في 28 ايار، حيث فشل الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان في تحقيق نصر مبين. وقال رئيس الهيئة أحمد ينر، إنه “حتى بعدما يتم فرز 35874 صوتا متبقية غير محسوبة في الخارج، فلن يضمن ذلك الأغلبية اللازمة للفوز بالانتخابات على الفور”.

وقال إن النتائج الأولية أظهرت حصول أردوغان على نسبة 49.51 بالمئة، مقابل 44.88 بالمئة لمنافسه الرئيسي كمال كليجدار أوغلو، بينما حصل المرشح الثالث سنان أوغان على 5.17 بالمئة من الأصوات.

يُذكر انّه تم إدخال هذا النظام الانتخابي لأول مرة للانتخابات الرئاسية لعام 2014، عندما حل محل نظام الانتخابات غير المباشرة الذي تم بموجبه انتخاب الرئيس من قبل البرلمان.
ولم يتمكن أي من المرشحين الأربعة وهم رجب طيب أردوغان، وكمال كليجدار، وأوغلو وسنان، وأوغان ومحرم إنجه الذي سحب ترشيحه، من حسم النتيجة لصالحه بعد فرز 100 بالمئة من أصوات الناخبين، حيث يتقدم أردوغان على منافسيه، لكنه لم يتجاوز 50 بالمئة، وهي نسبة الأصوات التي يحتاجها ليفوز بولاية رئاسية جديدة لمدة 5 سنوات.

المصدر
لبنان 24

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى