سياسة

انفجار “عظيم”… معارك “وهمية” و”اللعب على الحبال”!

سارعت وتيرة الضغط الديبلوماسي الواضح على الداخل اللبناني، وتلاقت مع اندفاعة سياسية محلية من أجل إيجاد حلّ للفراغ الرئاسي، في ضوء مساعٍ مسجلة لدى الكتل النيابية للوصول إلى تقاطعات تسمح بالخروج من “دوامة يدور فيها لبنان منذ 8 أشهر” وفق ما يرى النائب وليد البعريني، الذي يأمل الخروج منها قريباً.

ويؤكد النائب البعريني في حديثٍ ل”ليبانون ديبايت”، رصد حركة دبلوماسية وداخلية مرتبطة بموضوع الاستحقاق الرئاسي في العلن، وفي الإعلام…توازياً مع إطلاق العديد من السياسيين المواقف في هذا الإطار، حيث أن بعض الكتل النيابية، تحاول إيجاد تقاطعات في ما بينها، لكنه يشدد على أنه “بالنسبة لنا لا تهمّ الجعجعة بل المهم أن نرى طحيناً”.

وعن احتمالات نجاح المبادرات الخارجية، في ضوء ثبات القوى السياسية على مرشحيها، يلاحظ البعريني، أن الهدف هو “الخروج من الإصطفافات القائمة، فإذا كانت القوى السياسية معنية جدياً بتسريع الإستحقاق، عليها الإسراع بالتواصل والتلاقي والتحاور لإنضاج اتفاقات وتفاهمات، أما الإستمرار بالمعارك الوهمية والتمترس خلف المواقف، أو محاولة تحسين الموقع عبر اللعب على حبال عدة، فهذه الأمور تعرقل الإستحقاق، ولا تساهم بانتخاب رئيس”.

أمّا عن إمكانية اتفاق المعارضة مع “التيار الوطني الحر” على مرشّح توافقي، يقرّ النائب البعريني “بأننا لم نعد نعرف من هي المعارضة ومن هي السلطة، فكل فريق يتنصّل من مشاركته بالحكم لمرحلة ويصنِّف نفسه كمعارضة… بغضّ النظر عن التسميات، حق كل فريق التشاور مع من يراه مناسباً، لكن نأمل أن يكون التنسيق للمضي نحو الأمام، لا من أجل التعطيل فقط! خشيتنا أن نبقى في دوّامة تصفية الحسابات بين بعض القوى على حساب الشعب اللبناني. فليس المهم أن تتّفق كتلتان فقط، بل الأهم كيف يمكن إنقاذ البلد، عام 2016 اتفق “التيار الوطني” مع “القوات” على العماد ميشال عون، وبتحالفهما فرضوا انتخابه رئيساً، وبعدها شهدنا ما شهدناه على مدى 6 سنوات”.

وعن مطالبته “القوات اللبنانية” بالمبادرة، وهل ما زال الملف الرئاسي في عهدة الداخل أم أصبح مرهوناً بالحراك الخارجي، أشار إلى أنه وجّه نصيحة ل”القوات” ولم يلقَ أي رد، موضحاً ” نعيد تكرار النتيجة نفسها، ومشكورة كل الدول التي تسعى وتسهِّل وتحثّ على انتخاب رئيس الجمهورية العتيد، لكن الأهم أن العملية مسؤولية اللبنانيين!”

وعن تأثير تأجيل اجتماع ممثلي الدول الخمس التي اجتمعت في باريس من أجل متابعة الملف اللبناني، لفت إلى “أننا ذكّرنا الخارج للدفع باتجاه انتخاب رئيس، ويبدو مهتماً أكثر من بعض اللبنانيين، لكن الخارج ليس قادراً على فرض إسم، ولم نسمع منهم هذا الكلام أساساً، ولا نصائحهم تنتج حلاً إذا لم يتجاوب معها الأفرقاء في الداخل.”

وبالنسبة لموقف كتلة “الإعتدال الوطني” من الأسماء المتداولة للرئاسة، وما إذا كان الرئيس بري سيدعو إلى جلسة قبل 15 حزيران، يرى البعريني أن “الرئيس بري قال بضرورة إنجاز الإستحقاق قبل 15 حزيران، وهذا ما جعل التوقعات تصبّ باتجاه تحديد جلسة قبل هذا الموعد”، مشيراً إلى أن موقف تكتل “الإعتدال الوطني”، فهو “مرهون بالمشهد الإنتخابي والترشيحات والأسماء، وكلها أمور لم تتضح بعد”.

ويأمل البعريني بانفراج قريب، محذراً من “انفجار عظيم على كل الصعد مع تقدّم الوقت وإفراغ المؤسسات والدولة، ولذلك نراهن على ما تبقّى من حكمة لدى البعض لإنضاج هذا الإستحقاق وتغليب صوت العقل والنفس الوطني، والإلتفات إلى أوضاع الناس ومعاناتهم ومشاكلهم”.

وعن خلاصة الموقف السعودي وتضارب التفسيرات حوله من قبل القوى السياسية التي تفسر مواقف السفير وليد البخاري وفق مصالحه، يقول النائب البعريني: “تحدثت بالامر مراراً… اليوم أكرر ما قاله السفير علناً وهو لا يحتاج لا لتحليل ولا لتفسير، فالمملكة يهمها مصلحة لبنان وهي لا تتدخل في الأسماء ولا تضغط في أي اتجاه… ولذلك شدد السفير على بندين: اولاً لا فيتو على أي مرشّح، وثانياً التعطيل لا يجوز ويجب إتمام الإستحقاق بأسرع وقت! وهو مشكور على هذا التعاطي الدبلوماسي الرفيع، ونتمنى لو كان لدى كل الكتل حرصاً على لبنان شبيهاً بحرص المملكة على هذا البلد.”

المصدر
ليبانون ديبايت

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى