مقالات

“كلنا لبيروت”: لإخراج السنّة من إحباطهم؟!

تستكمل القوى «السنيّة» إستنهاض محركاتها المنصبّة على إخراج «الطائفة» من الإحباط الذي خلّفه تعليق رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عمله السياسي وابتعاده و»تيار المستقبل» عن الساحة اللبنانية والبيروتيّة؛ الأمر الذي فتح الباب أمام العديد من الطامحين إلى تبوؤ المناصب والمسؤوليات لدخول المعترك السياسي من بوابة الدور السنّي المغيّب، الذي يسعى تجمّع «كلنا بيروت» إلى استعادته.

وفي محاولةٍ لاستقطاب قادة الرأي ومأسسة نشاط الشخصيات التي تجد أنّ خلاص لبنان يكمن في تعزيز لغة الإعتدال، يستعدّ الوزير السابق محمد شقير إلى إطلاق تجمّع «كلنا لبيروت» يوم السبت في 20 من شهر أيار الجاري في قاعة Seaside Arena – Pavillon بمشاركة «ما يقارب الـ400 ناشط وناشطة، أتوا من كل لبنان للوقوف إلى جانب بيروت وأهلها، لإطلاق خارطة العمل والعناوين السياسيّة التي يرتكز عليها برنامج التجمع المنبثق من مسيرة شقير وتطلعاته الهادفة إلى ضمان استقرار لبنان ووحدته المرتكزة على خط الإعتدال والشراكة الحقيقيّة والعيش المشترك».

وإلى جانب الدفع باتجاه إخراج الشارع السنّي من «احباطه السياسي»، تؤكّد أوساط التجمّع أنّ «حراكهم الذي يحظى بعلم ودراية الرئيس سعد الحريري لا يمكن على الإطلاق أن يكون بديلاً عنه، إنما يسعى إلى تحصين الشارع السني والدفع إلى استكمال الواجبات والإلتزامات التي يحتاجها خلال هذه المرحلة التي يمر بها لبنان». وذلك من خلال مروحة المشاركين والتي تضمّ شخصيات من بيروت إلى صيدا والبقاعين وصولاً إلى الشمال. ويشير المطلعون إلى أن «التجمع السياسي يترافق والعمل الإجتماعي الذي تتولاه جمعية «بيروت بخير» التي أطلقها شقير أيضاً والتي قدمت العون إلى ما يقارب الـ4500 تلميذ على كافة الأراضي اللبنانية خلال العام الجاري. وذلك بعدما تبيّن وفق المطلعين أن الإحباط لا يقتصر على غياب المواقف السياسيّة إنما ايضاً على غياب المساعدات والجهات الكفيلة بالوقوف إلى جانبهم».

ويلفتون إلى أنّ «تجمع «كلنا لبيروت» الذي يحظى برضى غالبيّة القوى السياسيّة المؤثرة على الساحة السنيّة داخلياً وإقليمياً، إرتأى أن يكرّس هوية سياسيّة إقتصادية إجتماعيّة جديدة، تكون قادرة على حجز مكانتها في الإستحقاقات المرتقب أن تشهدها الساحة السنيّة، والتي قد تبدأ من خلال المشاركة والسعي إلى المحافظة على المناصفة في بلدية بيروت بين أعضائها المسلمين والمسيحيين ولا تنتهي بالمشاركة في خوض غمار الإستحقاقات الدستورية المرتقبة والتي تخصّ الطائفة السنية».

وذلك بعدما سجّل التجمع إستغرابه من «إحجام القيادات السياسية عن تحمّل مسؤولياتها في التصدّي للأوضاع وكأنهم يعيشون في كوكب آخر»، وسط التشديد على أنّ «المدخل الالزامي لوقف هذا التدهور يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية يملك مشروعاً اصلاحياً حقيقياً وغير مرتهن لأي محور، ومن ثم تشكيل حكومة إنقاذ فعلي، تبدأ معها عملية انتظام المؤسسات الدستورية، حكومة تكون قادرة على ضح الدم في شريان الإدارات الرسمية المشلولة والمعطلة كلياً أو جزئياً».

المصدر
طوني كرم - نداء الوطن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى