مقالات

تركيا: “معركة أرقام” بين أردوغان وكليتشدار أوغلو

مع فرز بطاقات الاقتراع في الانتخابات التشريعية والرئاسية التركية مساء أمس، احتدمت “معركة الأرقام” بقوّة وسط تضارب الأنباء حول النتائج بين الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي تُفيد وسائل الإعلام الرسمية بتقدّمه، ومنافسه الرئيسي كمال كليتشدار أوغلو، الذي يؤكد أنه من حصل على النسبة الأكبر من الأصوات، بينما حصل المرشح الثالث في السباق سنان أوغان على حوالى 5 في المئة فقط من الأصوات. وفي حال لم يحصل أي من المرشّحَين الرئيسيَّين على أكثر من 50 في المئة من الأصوات في الدورة الأولى، فستُنظّم دورة رئاسية ثانية في 28 من الشهر الحالي، فيما حذّر أردوغان من إعلان نتائج متسرّعة للانتخابات، قائلاً إنّ ذلك يعني “اغتصاب الإرادة الوطنية”، مطالباً أنصاره في منشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي بألّا يُفارقوا الصناديق إلى حين إعلان النتائج رسميّاً. بالتوازي، قال كليتشدار أوغلو في وقت متأخّر من مساء أمس: “لن ننام الليلة!”.


وعلى الرغم من أن وكالة أنباء “الأناضول” الرسمية أفادت بأنّ أردوغان تصدّر نتائج الانتخابات الرئاسية بما يفوق الـ50 في المئة، إلّا أن كليتشدار أوغلو أكد في المقابل أنه يتصدّر النتائج متقدّماً على أردوغان، رافضاً الأرقام التي نشرتها “الأناضول”. كما طلب رئيس بلدية اسطنبول المعارض أكرم إمام أوغلو، الذي سيُعيّن نائباً للرئيس إذا فاز كليتشدار أوغلو، من المواطنين، عدم تصديق الأرقام التي نشرتها “الأناضول” بتاتاً.

أردوغان خلال إدلائه بصوته في أحد مراكز الاقتراع في إسطنبول أمس (أ ف ب)



من جهة ثانية، أظهرت أرقام محطة “هالك تي في” التلفزيونية المقرّبة من حزب “الشعب الجمهوري”، الذي يتزعّمه كليتشدار أوغلو، تقدّماً طفيفاً للأخير بنسبة 47.71 في المئة مقابل 46.5 في المئة لأردوغان، بينما أفادت وكالة “أنكا” الخاصة أن أردوغان حصل على 47.6 في المئة من الأصوات وكليتشدار أوغلو على 46.6 في المئة.


أمّا في ما يتعلّق بالنتائج الأولية للانتخابات البرلمانية، فقد تحدّثت وكالة “الأناضول” عن تصدّر حزب “العدالة والتنمية” الحاكم بـ37.69 في المئة قبل حزب “الشعب الجمهوري” 22.79 في المئة، ثمّ يأتي حزب “الحركة القومية” 11.62 في المئة، وبعده حزب “الجيد” 9.80 في المئة.

كليتشدار أوغلو خلال إدلائه بصوته في أحد مراكز الاقتراع في أنقرة أمس (أ ف ب)


ومنذ فتح صناديق الاقتراع عند الساعة 08:00 بالتوقيت المحلّي حتّى الدقيقة الأخيرة من الساعة الخامسة مساءً، عجّت المواقع المخصّصة للتصويت بالناخبين الذين انتظروا أحياناً لساعات حتّى يدلوا بدلائهم، وسط نسبة إقبال مرتفعة.

وبعد قرن على تأسيس الجمهورية، جرت الانتخابات بطريقة هادئة رغم أجواء الاستقطاب السياسي الشديد بين المرشّحَين الرئيسيَّين، أردوغان (69 عاماً) وكليتشدار أوغلو (74 عاماً). وبعد ادلائهما بصوتيهما، أعرب الرئيس التركي عن أمله في أن تكون نتيجة الانتخابات الرئاسية “جيّدة لمستقبل البلاد”، فيما رأى كليتشدار أوغلو أن بلاده “اشتاقت للديموقراطية”، وقال: “سترون الربيع يعود إلى هذا البلد إن شاء الله وسيستمرّ إلى الأبد”.

ويبلغ عدد الناخبين المسجّلين 64 مليون ناخب، كان عليهم اختيار أعضاء برلمانهم أيضاً في كلّ أنحاء تركيا التي يبلغ عدد سكانها 85 مليون نسمة، وتشهد تقليديّاً إقبالاً على التصويت يتمثل بنسب مشاركة تزيد على 80 في المئة.

ويقود كليتشدار أوغلو، زعيم حزب “الشعب الجمهوري” الذي أنشأه مؤسّس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، إئتلافاً من 6 أحزاب متنوّعة من اليمين القومي إلى يسار الوسط الليبرالي. كما حصل على دعم حزب “الشعوب الديموقراطي” الكردي، الذي يُعتبر القوة السياسية الثالثة في البلاد.

وتجري الانتخابات وسط متابعة دقيقة من الخارج لأهمّية نتيجة التصويت وتداعياتها، إذ إن هذا البلد العضو في “حلف شمال الأطلسي” يتمتّع بموقع جغرافي فريد بين أوروبا والشرق الأوسط ويُعتبر لاعباً جيوسياسيّاً وديبلوماسيّاً رئيسيّاً في المنطقة.

المصدر
نداء الوطن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى