مقالات

صراع يلغي الرئاسة

يريد «حزب الله» رئيساً للجمهورية لا يطعنه في ظهره، ولا يطالبه بالانضواء تحت لواء الشرعية والدستور والقانون. هو لا يريد رئيساً يحميه، فهو الذي يحمي، ليس الرئيس فقط، وإنما البلاد والأمتيْن العربية والإسلامية.

معارضو «حزب الله» لا يريدون استمرار هيمنة «الحزب» على قرار الدولة، في السلم والحرب وإقامة دولة فوق الدولة. لا يقبلون بتكرار تجربة العهد السابق عبر رئيس للدولة يلتزم توجهاته، بما يؤدي إلى استمرار الانهيار وتفتت الدولة والبلد.

وفي الرفض المتبادل والشروط الخاصة بكل فريق يحظى كل منهما بقدرة حاسمة على منع فوز أي مرشح غير مرضي عنه من كليهما. صحيح أنّه يمكن، نظرياً، توفير الأكثرية المطلوبة للمرشح الخاص بأي فريق، لكن توفير النصاب القانوني للانتخابات مستحيل. لقد فرض «حزب الله» وشركاؤه منطق تعطيل جلسات الانتخاب حتى الاتيان بمرشحه قبل ستة أعوام، واليوم يرد له خصومه من بضاعته فيرفضون نصاباً يسفر عن فوز مرشحه.

في الحصيلة لا أحد يقبل برئيس محسوب على الطرف الخصم. في حالة «حزب الله» المسألة أصعب. فهو بعدما حدد حاجاته وشروطه وسمّى مرشحه، دخل في اشتباك داخل فريقه، وبقي مستمراً في خياره، فيما يبدي الفريق المعارض مرونة أكبر واستعداداً للبحث في مروحة من الأسماء من دون أن تتبلور حصيلة نهائية.

المراوحة التي لا تنتج رئيساً مستمرة وقد تستمر طويلاً. مبادرة النائب غسان سكاف لا تزال تراوح من دون نتيجة، وحركة دولة الرئيس الياس بو صعب غرقت في التصريحات المعسولة، ولا محاولات أخرى في الأفق ولا معطيات… بحيث يمكن لأي نائب أن يلتقي مواطناً عادياً فيسأله عن معلوماته بشأن الرئاسة!

في مناخ العجز والمتاريس لا يبقى سوى انتظار الخارج. السعودية تبدو الأكثر حركة في المجال، مستعدة لاتفاقها مع إيران ولرغبتها في الوصول إلى موعد القمة العربية التي تستضيفها بعد أيام، وقد حلحلت قضايا عربية شائكة أو وضعتها على سكة الحل.

حتى الآن نجحت السعودية في تثبيت هدنة اليمن، وأعادت العلاقات مع سوريا، وتمكنت من رسم بداية هدنة في السودان، ولا يمكن تصور حركتها في لبنان خارج هذا السياق العام، على أمل أن يستجيب «برهانات» لبنان و»دقلوه» إلى آخر مساعي التسوية، فينجبون رئيساً طال انتظاره.

المصدر
طوني فرنسيس - نداء الوطن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى