محلي

الخطيب: لماذا التأخر في إعادة التواصل مع الحكومة السورية؟

 أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب الصلاة في مقر المجلس والقى خطبة الجمعة التي قال فيها: “الطائفية كانت المرض الذي فتك بالأديان وشكّل اختباراً إلهياً لمدعي التديّن ولم يكن هذا المرض بخافٍ على المخلصين من أبناء هذه الأمة، وقد أشار الله تعالى في القرآن اليه وحذّر من الوقوع فيه وهو من أخطر عوامل الانقسام والتجزئة التي نعاني منها اليوم في لبنان كجزء من معاناة الأمة العربية والاسلامية في صراعها الوجودي مع الاستكبار العالمي والعدو الإسرائيلي، وما لم نعمل على حلّ هذه المعضلة فلن نستطيع التحرّر من سلطة هذا الاستكبار ونحقّق لأنفسنا وجوداً فاعلاً يؤدي رسالته الانسانية والاخلاقية ويساهم في بناء الحضارة العالمية، فهل يرتقي الاتفاق الإيراني السعودي إلى هذا المستوى  الطموح ولو على مراحل مستغلاً الوضع الدولي الجديد ليتحول التحرّر من ضغوط العالم المستكبر من عالم الامكان الى عالم الفعل ولمنعه من تخريب هذا الاتفاق حيث بدأت الولايات المتحدة باتخاذ إجراءات عملية لإفشاله، ولنستفيد من التجارب التاريخية المريرة بالتخلي عن استخدام الطائفية في صراع المصالح الوطنية الضيقة والارتقاء إلى الموازنة بينها وبين المصالح الاستراتيجية للأمة التي هي الكفيلة بالخروج من حالة صراع المصالح الضيقة وبناء الثقة المتبادلة والانطلاق نحو بناء المستقبل والخروج من هذا الواقع المتردي الذي انعكس على لبنان ونظامه الطائفي”. 

أضاف:  “هذا الهيكل الطائفي الذي كلما انهار بنيانه المُؤسسُ على شرف جرف طائفي انهار بنا في هذه الجهنم التي نحن فيها أعدنا البناء عليه اخرى لينهار بنا في جهنم أخرى من الفتن والجوع والمرض والاستحواذ على مقدّرات البلاد والعباد وادخال الطوائف بعضها ببعض، أليس فيكم رجل رشيد؟ بلى فيكم ولكن لا رأي لمن لا يطاع، فأنتم تدركون ان لا رأي الا بالتوافق، ومع ذلك تعلّلون رفض التوافق بشرط سحب السلاح لإعادة السيادة وكأنهم بنوا دولة وحققوا سيادة انتهكتها المقاومة، ألم تكن المقاومة بسبب انكم بنيتم وما زلتم تتمسكون به شكل دولة حقيقتها دول زعامات طائفية وسيادة لم تحموها وتعامل بعضكم على انتهاكها مع العدو؟ أفلا تستحون؟ واذا لم تستحِ  فافعل ما شئت، ثم تمتنعون عن الاستجابة للحوار لبحث كل ما تدعون، والجواب واضح فالتعلّل لمجرد التعلّل لأنه “ماكو أوامر” فأينَ هي السيادة يا ترى؟” 

وتابع: “وأقول للحكومة: لماذا التأخر في إعادة التواصل مع الحكومة السورية بعد أن أعاد العرب العلاقات معها مع وجود مشكلات النازحين التي لا حلّ لها إلا بهذا التواصل ووجود مصالح مشتركة مع الحاجة الماسة للبنان إلى سوريا، وقد رأيتم أن سوريا كانت أول من وقف لمساعدة لبنان وشعبه في مواجهة العدو الاسرائيلي وفي تحرير أرضه، فتذكّروا أننا في ايار على مقربة من عيد التحرير، ولكن الواضح أن الذي يحتاج إلى التحرير ليس الارض فقط وانما الرؤوس التي لو كانت حرة لما كانت الجامعة اللبنانية وأساتذتها وطلابها والقطاع التعليمي والوظيفي يعانون الإهمال ولا يعطون حقهم من الاهتمام والرعاية. 

أخيراً: لا بدّ من كلمة ترحيب وأمل تقال في القرار الذي صدر عن وزراء خارجية دول الجامعة العربية والذي قضى برفع تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية ونأمل اعادة الاعتبار للتضامن العربي لمواجهة التحديات التي تواجه العرب وأولها القضية الفلسطينية الذي يعدّ التضامن العربي العربي والعربي الإيراني كفيلاً بتحقيق الانتصار وتحرير الارض والمقدسات وعلى رأسها المسجد الأقصى بإذن الله تعالى وإنهاء المظالم التي يرتكبها هذا العدو اللئيم بحق أطفاله ونسائه وشيوخه وشبابه وانتهاك حرماته، وكانت آخر مجازره ما أقدم عليه بالأمس في غزة وهم يستصرخون العرب والمسلمين لنجدتهم، فليس مقبولاً أن يكون العرب وسطاء في هذا العدوان”. 

وقال الخطيب: “لكن الشعب الفلسطيني مع اجتماع الامم عليه وتخلّي قومه عنه وأخذهم جانب الحياد منه لم يستطع الكيان الصهيوني بعد مرور خمس وسبعين عاماً من الصراع أن ينسيه قضيته أو يقضي على مقاومته او أن يطبّع وجوده رغم التآمر الدولي والخذلان العربي، وعلى العكس كان ذلك دافعاً لإنبعاث المقاومة التي أوقعت فيه شرّ هزيمة وأجبرته على الاختباء خلف سور الخزي الذي لن ينجيه من مصيره المحتوم، وهو اليوم كما في كل مواجهة يقبع في جحره كالجراذين هرباً وخوفاً من الموت بصواريخ المقاومة”. 

وختم: “إنّ التهديد الصهيوني لبعض فصائل المقاومة ألا تنضم للرد على العدوان وإلا سيستهدف بعض قادتها ليس إلا لزرع الفتنة بين فصائل المقاومة ولذلك يجب توجيه التحية لفصائل المقاومة كون الرد جاء مشتركاً وخيّبت ككل مرة آماله الخبيثة، ولا يجوز التعويل على تدخل ما يسمى بالوسطاء بغض النظر عن مبررات هذا الموقف الذي ليس له من وظيفة سوى حماية العدو من رد المقاومة مع انه لا يتطلب الموقف دخول العرب في حرب معه، ولكن يكفي اتخاذهم قراراً بالدعم المادي لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني من ناحية وتسهيل وصول السلاح إلى المقاومة وتسخير الاعلام العربي ومنه اللبناني لخدمة هذه القضية التي هي خدمة للجميع وسيتكفل الفلسطينيون بالباقي، ونأمل أن يكون هذا الموضوع أحد أهم القضايا التي تضعها القمة العربية على الطاولة وتأخذ هذا القرار التاريخي والاستراتيجي مستفيدين من تجربة المقاومة في لبنان التي استطاعت تحرير معظم الأراضي المحتلة دون أن يكون للعرب سوى سوريا قيادةً وجيشاً وشعباً أيّ مساهمة في ذلك واضعةً حداً للصلف الصهيوني”. 

المصدر
المركزية

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى