احتمال تدهور أمني في الجنوب: المخاوف في محلها؟
مع كل هذه المعطيات التي تعزز فرضية السخونة، فان هناك مَن يستبعد تكرار تجربة اطلاق الصواريخ الاخيرة من الجنوب، ويتوقع في المقابل ان تبقى الامور على صورتها المعروفة والمألوفة منذ فترة.
واذ يتبنى الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد الياس فرحات هذه الفرضية، يقول إن “ثمة اعتبارات ووقائع عدة من جانبنا ومن جانب العدو الاسرائيلي ايضا تحول دون الدفع بمناخات التوتير والاحتقان القائمة حاليا الى وضع مفتوح على التفجير”. ويضيف: “تنعدم اي فائدة عملانية اذا ما أُعيد اللجوء مجددا الى اسلوب اطلاق الصواريخ من جهة لبنان والى تحميل المسؤولية للفصائل الفلسطينية من الجانب الاسرائيلي، وذلك انطلاقا من اعتبارين:
الاول، ان العِلم العسكري يستبعد اي فائدة من تكرار تجربة عسكرية سبق ان اختُبرت، خصوصا انه لم يمر سوى ايام معدودة على التجربة الاخيرة.
الثاني، ان تجربة اطلاق الصواريخ تلك كانت عبارة عن رسالة موجهة الى العدو وقد حققت غرضها وهو إفهام الاسرائيلي ان عوامل مستجدة ستدخل في الميدان الجنوبي الذي يشهد هدوءا نسبيا اذا ما قرر ان يغير من قواعد اللعبة العسكرية. وعمليا فان تكرار هذه التجربة في ذروة الغضب الاسرائيلي الفالت من عقاله يحمل معه احتمال المضي نحو حرب مفتوحة، خصوصا ان اسرائيل قد لا تكتفي بحدود الرد المضبوط والمحدود الذي مارسته اخيرا، ولان لا المقاومة ومحورها في الجنوب ولا تل ابيب على استعداد للذهاب الى هذا الحد الاقصى، خصوصا اذا ما اخذنا بالاعتبار الحصارات الداخلية والخارجية التي تحيط بحكومة نتنياهو، فضلاً عن انشغال ايران بحسابات أخرى لها بعد اتفاق بكين، تبدو موجة التخوف من تطورات ميدانية واسعة في الجنوب تقديرا مبالغا به بل في غير محله”.