محلي

أبو جودة : لماذا تصرّون على دعم النازحين ولماذا لا تعملون على حل هذه المشكلة؟

إستقبل محافظ البقاع القاضي كمال أبو جودة، في مكتبه، في سرايا زحلة، وفداً من الديبلوماسيين والبعثات الدولية المعتمدة في لبنان والدول المانحة وممثلين عن الـUNHCR في بيروت والبقاع لمناقشة واقع وأزمة ومدى انعكاس النزوح السوري على المجتمعات اللبنانية المضيفة، في حضور منسقة وزارة الداخلية والبلديات في ملف النازحين السوريين في البقاع منال رمضان.

بعد ترحيبه بالحضور، وصف أبو جودة في كلمته “الواقع الحقيقي والتداعيات السلبية لأزمة النزوح السوري على لبنان عموماً وعلى المجتمع البقاعي خصوصاً. وقال: “نتهم بأننا عنصريون فقط لأننا نحاول أن نحمي بيئتنا ومجتمعنا، نحن لا نتوانى عن مساعدة إخواننا من النازحين السوريين على الصعيد الإنساني. وأنا أتابع القضايا الإنسانية المتعلقة بهم أحياناً حتى ساعات متأخّرة من الليل وهذا واجبنا، ولا يستطيع أحد أن ينافس لبنان على الصعيد الإنساني”.

وتابع: “استقبلنا مليون ونصف نازح سوري تقريباً، مقابل 4.5 مليون من السكان اللبنانيين، وهنا أود أن أطرح عليكم سؤالاً: “هل تتقبلون هذه الأعداد في بلدانكم، وهل تستطيعون العيش في بلدانكم لو كان هناك هذا العدد من النازحين؟. أنا أتكلم بالوقائع. اذا استمررتم بالدفع للنازحين السوريين، فتكونون بذلك تساهمون بمساعدة مليون ونصف نازح، في مقابل تدمير بلدنا وتهجيرنا. أنا لا أقول ان السوريين هم من سببوا الأزمة الاقتصادية في لبنان ولكنهم سبب أساسي في هذه الأزمة”.

وأضاف: “لماذا تصرّون على دعم النازحين ولماذا لا تعملون على حل هذه المشكلة؟ ولماذا تصرّون على تدمير المجتمع اللبناني؟ ان العلاقة في ما بيننا هي علاقة مبنية على الصراحة والصدق والنزاهة. وأتمنى أن تتفهموا أننا نعيش في كارثة. والسؤال هنا، وفق اية قواعد ستتصرفون مستقبلاً بعد هذا الاجتماع؟ نحن لا نريد المال ولا المشاريع. هل تقبلون هذا الواقع في بلدكم، وإذا كان الجواب نعم عندها سأتقبل هذا الواقع في بلدي. لماذا تقبلون هذا الواقع على وطني لبنان ولا تقبلوه على أوطانكم، لماذا تدمرون وطني؟

تقولون ان النازحين السوريين لا يستطيعون العودة الى بلدهم بسبب ممارسات النظام السوري ضدهم، وبحسب المعطيات والمعلومات، فإن صح هذا القول فإن عدد هؤلاء النازحين لا يشكل الا نسبة قليلة من النازحين الموجودين في لبنان، ويمكنكم في هذا السياق الاطلاع على العملية الانتخابية التي جرت العام الماضي لإعادة انتخاب رئيس النظام السوري بشار الأسد، حيث سيتبين لكم أن النسبة الأكبر من النازحين السوريين في لبنان قد اعادوا انتخاب الرئيس الاسد لولاية أخرى، فأين يكون الخطر عندها على هؤلاء النازحين وما هو السبب الذي يمنعهم من العودة الى سوريا؟ وهل يمكن لشخص يقول أنه نزح من سوريا بسبب وجود خطر على حياته وعلى عائلته أن يتوجه الى السفارة السورية في لبنان وينتخب ويظل مدعيا وجود خطر. اذاً هذا الامر يدحض الادعاء بوجود خطر على الحياة لعدم العودة وان كانت الازمة اقتصادية يمكنكم مساعدتهم ودعمهم ماديا في بلدهم الأم، وان كان السبب ناتجا عن دمار بيوتهم في سوريا فهم يعيشون هنا في مخيمات، ويمكن بكل بساطة أن يعيشوا في المخيمات عينها في بلدهم، فما هو السبب إذا لاستمراركم في دعمهم؟

وأضاف متوجّهاً الى الحاضرين: “أنتم بدعمكم هذا تساهمون في تدمير لبنان وبهجرة أبنائه، فكروا اليوم بما يقوله وبما يشعر به اللبناني؟ فالنازح باستطاعته شراء حاجياته والتعلم والدخول الى المستشفى لأنه يتقاضى مبالغ مالية طائلة فيما اللبناني يرزح تحت ثقل الأزمة الاقتصادية”.

وأردف: “أن هناك اعدادا هائلة من النازحين السوريين الذين يدخلون الى سوريا ويعودون الى لبنان بطريقة غير شرعية فقط لعدم خسارة صفتهم كنازحين، وعدم خسارة الدعم المالي. وهناك أيضاً الكثير من السوريين الذين يقضون أيام العطل والأعياد في سوريا ويعودون الى لبنان كنازحين، كما أن هناك عددا من المسجلين كنازحين يعيشون في سوريا ويرسلون فقط بطاقات الائتمان المسلمة إليهم عند نهاية كل شهر لقبض المبالغ المالية من دون عناء الحضور حتى”.

وختم بطرح حل على الموجودين يتمثّل بعقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي بوجود الدولتين اللبنانية والسورية وإيجاد الحلول المناسبة لأزمة النزوح السوري، وذلك من ضمن الحفاظ على سيادة لبنان، موضحاً أن “الدولة اللبنانية ستظل موجودة لمساعدة أي شخص إنسانياً عند الحاجة”.

المصدر
MTV

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى