منوعات

محافظ بيروت: لن نتوقّف عن متابعة ومعالجة ظاهرة التسوّل..

تبدو التوقعات السياحية واعدة هذا الصيف، وموسم عامرا سياحيا قد يحطم الأرقام القياسية من حيث عدد الوافدين أو من حيث الإيرادات المتوقعة لكن هواجس كثيرة تقلق جمعية تجار الحمرا بعد الصرخة التي أطلقها رئيس جمعية تجار الحمرا زهير عيتاني في حديث لجريدة «الشرق» بإمكانها أن تؤثر سلبا على الحركة السياحية في المنطقة، من أبرزها ظاهرة التسوّل بشارع الحمرا ومتفرعاته وبعض التجاوزات الأخلاقية التي تحصل مع ما يرافقها من ضوضاء تسبب إزعاجا وإقلاقا لراحة السواح خصوصا الذين يقصدون المنطقة للراحة دون مراعاة الخصوصية لدى السياح وسكان المنطقة.

وبعد التعبير عن الهواجس، يقول عيتاني : إذا تخطط للذهاب في رحلة الى بيروت فسوف يساعدك عيتناي في إختيار شارع الحمرا الذي يعتبر من أكثر المناطق السياحية في بيروت حيوية كونه يضم عددا من المطاعم والمحال التجارية والمقاهي وأكثر جذبا للزوّار .

ولعلّ سبب تميز هذا الشارع الذي يمتد على مسافة 1300 متر من تقاطع شارع روما الى تقاطع شارع السادات هو الدور الكبير الذي تلعبه جمعية تجار الحمرا من أجل الحفاظ على حيويته حيث يعتبر شارع الحمرا من الشوارع التاريخية التي تعكس مشاهد الزمن الجميل كما وصفه عيتاني الذي لم يتخيل يوما أن يتحول هذا الشارع مقصدا للمتسولين، ربما لن يستطيع عقلك تقبل أن كل هذا يحدث في الشارع ولكنك ستضطر لمواجهة ما لم تكن تتخيله.

وأكد ردا على سؤال، ان الحركة التجارية في شارع الحمرا في الأشهر الأولى من هذا العام كانت جيدة جدا وقد ارتفع حجم المبيعات رغم الأزمة الإقتصادية والمالية التي يمر بها لبنان مبديا ارتياحه للفعاليات التي تقوم بها المؤسسات التجارية والسياحية خصوصا تلك التي لا تزال صامدة وتكافح من اجل إبتكار وسائل الإستمرار .

وأضاف: انعكس عدد المغتربين والسياح إيجابا على الأسواق التجارية والمحال أغلبهم من العراق مذكرا عيتاني بأن العراقيين ليس لديهم خيارات كثيرة للإستجمام خارج العراق سوى بعض دول الجوار ويحتل لبنان المرتبة الأولى من بين تلك الدول معولا على المغتربين الذين يؤمل منهم ان يعودوا الى ربوع الوطن لرفده معنويا وماديا مؤكدا سعي الجمعية مع الجهات المعنية من أجل مكافحة كل ما من شأنه يعكر الموسم السياحي .

ومن حرصه على هنائه وحيويته وأهمية ما يقدمه للسائح شارع الحمرا يتخوف عضو جمعية تجار الحمرا محمد الريس في حديث لجريدة «الشرق» من أن يشهد شارع الحمرا عودة قوية لظاهرة التسول على أبواب الصيف ليقطفوا موسم الشغل مجددأ أو لا سمح الله أن تغير شبكات التسول هوية الشارع وسمعته الجميلة .

فبالرغم من تحفظه في بداية الحديث كي لا يثير مخاوف الرواد لكنه مقتنع بأهمية مناشدة البلدية ومن يعنيهم الأمر في الدولة اللبنانية والقوى الأمنية بأن تقوم بعملها قبل أن تؤثر التجاوزات الأخلاقية على الشارع التاريخي مشيرا الى أن الوضع الراهن بات شديد الخطورة وبالغ الضرر على المنطقة وعلى روادها خصوصا أن إمكاناتنا محدودة وتتطلب عناية دقيقة في ظل هذه الظروف.

ويشير الى أن هناك حالات التسول الموسمي حيث أن الأطفال يعملون في مواسم الأعياد والمواسم السياحية، وهي حالة يشهدها الشارع في فترة الصيف وعلى أبواب الأعياد، مضيفا: أن ظاهرة التسول تؤدي الى تشويه الشوارع وتدل على عدم وجود رعاية إجتماعية من الدولة

معتبرا أنه تقصير من قبلها ومن جهة ثانية أن الدولة لا تقوم بضبط حدودها للحد من المتسولين النازحين مؤكدا ان القوى الأمنية مستمرة في عملها في كل شوارع لبنان عموما وشارع الحمرا خصوصا لأنه من اكثر الشوارع تمثيلا للبنان.

وعن الحلول يؤكد محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود أنه وضع خطة لمكافحة هذه الآفة مع جمعية حماية الأحداث في لبنان ومنظمة اليونيسف في لبنان لإنشاء مراكزلإيواء الأطفال الذين يتسولون في الشوارع وتأهيلهم عبر برامج خاصة تربوية ومهنية وضمان عدم عودتهم الى الشوارع لا سيما شارع الحمرا وتسوية أوضاعهم عبر القضاء المختص وهو ما يدأب عليه عبود بغياب الخطوات والإجراءات الرسمية التي تحدّ من ظاهرة التسول، التي تتفاقم في لبنان حيث تفشّت على نطاق واسع ظاهرة الأطفال المتسولين والتعلقين بالسيارات والآليات على تنوعها .

وأضاف ردا على سؤال لجريدة «الشرق»: يستحيل إعطاء عدد محدد للأطفال المتسولين بسبب أن بعض الأطفال يتنقلون بين المناطق وفي أحيان أخرى هم ثابتون وأماكنهم وأوقات نزولهم الى الشارع لا تتغير، ومع علمنا اليقين بوجود ثغرات في القانون وربما في بعض الأحيان استحالة محاكمة الأطفال أو الأهل غير الموجودين دائما على الأراضي اللبنانية أكد أنه فور إنجاز الخطة سيتم سحب الأطفال من الشوارع ووضعهم في مؤسسات الرعاية باشراف القضاء المختص «قضاة الأحداث».

واعتبرعبود، أن معالجة قضية أطفال الشوارع هي أولوية مطلقة بكل جوانبها الإنسانية والإجتماعية والقضائية والأمنية لافتا الى أن الإجتماعات مفتوحة لإيجاد الحلول في أقرب وقت ممكن .

أما عن مخاطر إنتشار ظاهرة دعارى الشوارع حيث تنشط في المواسم السياحية يقفن الفتيات أمام السائح تفاوضه على السعر وتستغله يؤكد عبود، أن شرطة الآداب في بيروت تتابع الملف لوضع حدّ للتفلت الحاصل التي تعلم تماما ما يحصل ، مشددا على ضرورة إيقافها ومنعها والضرب بيد من حديد في هذا الملف الذي وعد عبر «الشرق» بمتابعته شخصيا مع الجهات المعنية.

المصدر
ريتا شمعون - الشرق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى