مقالات

الجيش السوداني و«الدعم السريع» يواصلان الاقتتال رغم تعهدهما بتأمين وصول المساعدات الإنسانية

قالت وزارة الخارجية السعودية، إن ممثلي عن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بدأوا محادثات تمهيدية في مدينة جدة، وان الجانبين أعربا عن تحملهما لمسؤولية رفع المعاناة عن الشعب السوداني، بما يضمن وصول المساعدات الإنسانية العاجلة واستعادة الخدمات الضرورية.

واضافت الوزارة في بيان أوردته وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» امس ان الطرفين اكدا الالتزام بحماية المدنيين وتيسير واحترام العمل الإنساني في السودان، كما بدأ الطرفان أيضا مناقشة الإجراءات الأمنية التي عليهما اتخاذها من أجل تسهيل وصول المساعدات الإنسانية العاجلة واستعادة الخدمات الضرورية لمن هم في حاجة لها بما يتفق مع إعلان المبادئ الموقع بين الاطراف المعنية في السودان قبل اشهر.

وأعربت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية عن ترحيبهما بالتزام الطرفين بتوجه بناء قائم على الاحترام المتبادل، وحثت كلا منهما على احترام وقف إطلاق النار القائم حاليا، والامتناع عن القيام بأي أفعال استفزازية على الأرض للحفاظ على مناخ إيجابي للمحادثات التمهيدية الحالية.

ولفتت الخارجية السعودية في بيانها إلى أن المحادثات بين الجانبين والتي انطلقت السبت الفائت ستستمر خلال الأيام التالية على أمل الوصول إلى وقف فعال ومؤقت لإطلاق النار حتى يمكن إيصال المعونات الإنسانية لمن هم في حاجة لها.

وفي سياق متصل، بحث وزير الخارجية السعودي سمو الأمير فيصل بن فرحان مع الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، مستجدات الأوضاع في السودان.

واستعرض الجانبان ـ خلال اتصال هاتفي امس وفقا لوكالة «واس» ـ مستجدات المبادرة السعودية -الأميركية الخاصة باستضافة ممثلين عن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في مدينة جدة، والتي تهدف لتهيئة الأرضية اللازمة للحوار لخفض مستوى التوترات هناك.

وكان الأمير فيصل بن فرحان، قد قال عبر حسابه على«تويتر» مساء امس الاول: «تمر جمهورية السودان الشقيقة بأزمة غير مسبوقة، وخيارنا في المملكة العربية السعودية هو الوقوف إلى جانبها ودعمها للوصول بها إلى بر الأمان»، معربا عن أمله في «أن تكلل الجهود في إخراج السودان من هذه الأزمة».

ميدانيا، تجددت الاشتباكات بين الجيش السوداني قوات الدعم السريع امس لاسيما في الخرطوم على الرغم من الهدنة المعلنة والمحادثات الجارية في جدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وتصاعدت أعمدة الدخان في سماء العاصمة، كما سمع دوي انفجارات متعددة.

في الغضون، تحاول الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية، في مدينة بورتسودان على البحر الأحمر، التفاوض لإيصال مساعدات الى الخرطوم ودارفور، حيث قصفت أو نهبت المستشفيات ومخازن المساعدات الانسانية.

وقد وصل مفوض الأمم المتحدة للشؤون الانسانية مارتن غريفيث إلى جدة لبحث القضايا الإنسانية المتعلقة بالسودان مع ممثلي طرفي النزاع، وفقا للمتحدثة باسم المسئول الأممي. وأفاد مسؤول ثان في الأمم المتحدة وكالة فرانس برس امس بأن غريفيث «طلب الانضمام للمفاوضات».

وللأسبوع الرابع على التوالي، لازم سكان الخرطوم البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة منازلهم في ظل شح في موارد الماء والغذاء وسط ذعر وارتباك من الأعيرة النارية الطائشة.

وقال أحد سكان جنوب الخرطوم لفرانس برس «نسمع أصوات القصف الجوي قادمة من منطقة السوق وسط المدينة».

ويعتقد خبراء أن الحرب قد تطول مع عدم قدرة أي الطرفين على حسمها ميدانيا.

وأسفرت المعارك عن سقوط ما لا يقل عن 750 قتيلا واصابة اكثر من خمسة آلاف جريح حسب بيانات موقع النزاعات المسلحة ووقائعها (أيه سي إل إي دي)، فضلا عن نزوح 335 ألف شخص ولجوء 117 ألفا إلى الدول المجاورة.

المصدر
الأنباء الكويتية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى