مقالات

كلام .. كلام .. كلام .. ولا رئيس

بعدما غادر وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبداللهيان لبنان على وقع مواقف أطلقها تؤكد ان «رئاسة الجمهورية شأن لبناني وعلى القوى الداخلية التفاهم في ما بينها على رئيس، وستكون طهران في موقع الداعم لهذا الاتفاق»، لم يبدّل هذا الكلام في المراوحة السلبية في الداخل حتى الساعة… الا ان التعويل هو على ان يكون الديبلوماسيُ الايراني، تحدّث بلغةٍ اكثر وضوحا خلف الابواب المغلقة في اللقاءات التي عقدها، خصوصا خلال لقائه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، داعيا اياه الى «النزول عن شجرة» دعم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وفتح باب التسوية ربطا بمقتضيات اتفاق بكين. اما اذا لم تطلب طهران من الحزب ذلك، فإن الشغور سيستمر وسيبقى سيّدا على بعبدا لأجَل غير مسمى، بما ان القوى المعارِضة للمنظومة ومرشّحها، على مختلف مكوّناتها، مصرةٌ على رفض انتخاب مرشّح «الممانعة»، ايا يكن موقف فرنسا او السعودية او سواهما مِن القوى الخارجية، علما ان سفير المملكة وليد البخاري الذي عاد الى بيروت، يُفترض ان يجول على عدد من الاطراف السياسيين في قابل الايام.

السقف المُعارض

وفي انتظار ظهور حقيقة ما نقله عبداللهيان الى حلفائه، والتي ستؤشر اليها حركةُ الثنائي الشيعي والمواقفُ المرتقبة لقياداته، حافظت المعارضة على سقفها عاليا في منع انتخاب رئيسٍ طرف والتصدي لاي تسوية لا تناسبها، وإن هي حتى الساعة لم تتفق على مرشّح موحّد، اعتبر نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عضو تكتل الجمهورية القوية النائب غسان حاصباني ان «الاتفاق على عدم ايصال سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية هذا بذاته بحجم الاتفاق على استقلال لبنان».. واكد أن «ليس المطلوب التفاهم على رئيس للجمهورية بل انتخاب رئيس وفق منطق الديموقراطية».

مراهنة بري

اما على الضفة المقابلة، فلا يزال رئيس مجلس النواب نبيه بري يراهن على ان يقود الضغط الفرنسي، السعوديةَ، الى السير بفرنجية، بما يعدّل موقفَ النواب السنّة المترددين، فيدعوَ بعدها الى جلسة لانتخابه. لكن حتى الساعة، تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ»المركزية»، إن لا تغيّر في المقاربة السعودية للاستحقاق، حتى ان الرهان على ان ينعكس اتفاق بكين على لبنان لصالح فرنجية، لا يبدو في مكانه، بحسب المصادر، لان الاتفاق هدفه تسهيل التسويات والحلول وارساء التهدئة في المنطقة ودُولها، فهل كسرُ إرادة اللبنانيين المُعارضين للثنائي وفرض رئيسٍ عليهم، يصب في هذه الخانة؟

رعد للتنازل

كما ان الثنائي، ومع تمسّكه بفرنجية، لا يزال يكرر الدعوات الى الحوار للخروج من الفراغ. غير ان «لهجة» رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في الساعات الماضية، حملت جديدا لناحية دعوته الى «التنازل».. فهل هذا التنازل يشمله؟ وهل تؤسس لُغةُ رعد لتبدّلٍ مُقبل في أداء الحزب، سيُسهم في تسوية فعليّة تسمح بإنجاز الانتخابات؟ فقد رأى أن «لا سبيل لإنجاز الإستحقاق الرئاسي إلا بتفاهم الجميع». وقال: إذا فكرنا بطريقة سليمة وبطريقة تتجاوز مصالحنا الخاصة وأنانياتنا وحزبياتنا لنفكر بالصالح العام والمصلحة الوطنية نستطيع أن نتفاهم، والتفاهم يحتاج إلى تنازلات، لكن مرة واحد يتنازل بما يمكن التنازل به ومرة واحد يريد أن يتنازل عن مستقبل الوطن وعن سيادة الوطن وهذا غير مقبول.

بين الحزب والتيار: في الاثناء، ترصد العيون ايضا ما يمكن ان تحمله حركة المشاورات التي بدأها نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب امس وقد استهلها بزيارة النائب محمد رعد، وسيستكملها الاسبوع الطالع. ووفق المصادر، مهمّة الرجل تبدو لملء الوقت الضائع، لا اكثر، الا ان هدفها قد يكون ايضا التقريب بين مكوّنات 8 آذار وتحديدا بين حزب الله والتيار الوطني الحر لمحاولة التوفيق بينهما بما ان اقتناع اي منهما بوجهة نظر الآخر، سيحلّ المشكلة الرئاسية حضورا ونصابا وميثاقية وانتخابا…

البيسري في سوريا؟

على صعيد آخر، يبقى ملف النازحين السوريين في الواجهة. واذ اكد وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي أمس على وجوب تطبيق القوانين اللبنانية على كل المتواجدين على الأراضي اللبنانية وأن لا أمن بالتراضي أمام سيادة القانون، أفيد ان مدير عام الأمن العام بالإنابة العميد الياس البيسري زار دمشق بعدما تم تكليفه رسميا بمتابعة ملف النزوح السوري، كما التقى ممثلين عن مفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة وأخذ منهم وعداً بتسليمه الداتا المتعلقة بالنازحين مطلع الأسبوع المقبل.

لخطوات فورية

من جهته، التقى رئيس لجنة الإدارة والعدل وعضو تكتل الجمهورية القوية النائب جورج عدوان في دارته، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جوانا فرونتسكا وعرض معها العلاقة مع المجتمع الدولي ومسار القوانين الإصلاحية. كما تناول البحث أزمة النازحين السوريين. وأكد عدوان «ضرورة مباشرة خطوات فورية لعودتهم إلى بلدهم».

لبنان يطلب توضيحا:

ليس بعيدا، طلب وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب خلال لقائه نائب المدير العام ورئيس ادارة الشرق الاوسط الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية السويدية صوفي بيكر ترافقها سفيرة السويد في لبنان آن ديسمور توضيحاتٍ رسمية حول التصريحات المتداولة في فيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي للمواطن السويدي كمال اللبواني التي يدعو فيها النازحين السوريين في لبنان على مخالفة القوانين اللبنانية، ويحرضهم على العنف والكراهية وحمل السلاح في لبنان. ووفق بيان للخارجية، ستتابع الوزارة التطورات في هذه القضية التي تمس الامن القومي الوطني بإنتظار الحصول على التوضيحات المرجوة من السلطات المختصة.

المصدر
الشرق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى