إجتماعمقالات

“بضل محبوس ولا برجع عسوريا”… السجناء السوريون في لبنان مهددون بالترحيل

ضمن سلسلة “العودة الطوعية” التي سرعان ما تحولت إلى مداهمات وترحيل، يجد السجناء السوريون أنفسهم في مواجهة النظام السوري مرة أخرى، لا سيما أن معظم هؤلاء معارضون أو منشقون عن الجيش ومطلوبون للخدمة العسكرية.

“أنا زلمي منشق تجي تقلي إنك رايح تسلمني للنظام السوري؟ لا خليني بالسجن، حتى لو كانت ظالمة العدالة اللبنانية بس يا أخي إني أنظلم أفضل من ما أموت”…

يقول أحد السجناء السوريين في رومية حين سألناه عن مخاوفه إزاء قرار الدولة اللبنانية أن تشمل موجات العودة والترحيل إلى سوريا، الموقوفين والمحكومين في لبنان.

وكأن السجن الذي يواجهه الموقوفون السوريون في أقبية السجون اللبنانية ليس كافياً، حتى جاء من يهددهم بالترحيل القسري إلى سوريا، فـ”الترحيل يعني الإعدام الحتمي” كما قال سجين آخر لمعدة التحقيق.

فبحسب ما جاء في سلسلة مقررات الحكومة اللبنانية بعد الاجتماع الوزاري الذي عُقد في السراي، فقد نص البند الثامن من المقرر الذي تلاه وزير الشؤون الإجتماعية هيكتور حجار على إمكانية تسليم الموقوفين والمحكومين للدولة السورية بشكل فوري مع مراعاة القوانين والاتفاقيات ذات الصلة بالتنسيق مع الدولة السورية.

إثر ذلك، أصدر المعتقلون السياسيون والمعارضون للنظام السوري المحتجزون في سجون لبنان، بياناً عبروا فيه عن رفضهم لما يتم البحث فيه، مؤكدين ضرورة احترام صفتهم كإنسان وعدم إنتزاع حقوقهم تحت أي ذريعة وهو ما ينص عليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية.

خوف و قلق من تداعيات القرار…
علت الصرخات من داخل السجون بعد الحديث عن احتمال ترحيل السجناء السوريين في لبنان للنظام السوري، لعدم تنفيذ مثل هذه القرارات لأن تداعياتها ستشكل خطراً على حياة السجناء وهو ما يخالف الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، كما يؤكد المحامي محمد صبلوح لـ”روزنة”، مشيراً إلى أنه ينتهك القانون والإنسانية والمنطق.

وفي اتصال أجريناه مع أحد السجناء من داخل سجن رومية وصف لنا أن السجناء في حالة خوف وترقب لما يمكن أن يحدث في الأيام المقبلة.

يقول أحمد (اسم مستعار) إنه يشعر بالخوف والعجز حيال ما يحصل وما يمكن أن يحصل مستقبلاً، فالتسليم للنظام السوري، يعني الموت…

“نحنا اليوم شو عاملين وشو مساويين لحتى يصير فينا هيك؟” يسأل أحمد، مضيفاً: “مستعد إبقى محبوس طول العمر بلبنان ولا إرجع عسوريا”.

كما و يعتبر ربيع أن مجرد التفكير بإمكانية العودة إلى سطوة النظام يمكن أن تسبب له فوبيا .

“فوق الموت عصة قبر” هكذا يصف سجين آخر حالة النزلاء السوريين خلف القضبان بعد سماعهم الخبر، فإضافة إلى سوء الخدمات والاكتظاظ وحرمانهم من رؤية أحبائهم بسبب كلفة المواصلات، فإنهم يواجهون الآن خطراً حقيقياً في حال بدأت السلطات اللبنانية تنفيذ قرارها.

ليس التهديد وإساءة المعاملة جديدين على ملف السجناء السوريين في لبنان، ففي تحقيق بعنوان “تحت التعذيب سأعترف بأي شيء”… سجناء سوريون في “المسلخ” اللبناني”، عرضنا شهادات سجناء مورست عليهم أشد أنواع التعذيب فتكاً واضطر بعضهم إلى الاعتراف بأي شيء حتى يبقوا على قيد الحياة.

يضاف إلى ذلك نوع آخر من التعنيف والذي يقع على كل السجناء وهو ضعف الخدمات الصحية وتردي جودة الغذاء، علماً أننا تواصلنا مع سجناء يعانون من من مشكلات صحية بسبب تعرضهم للتعذيب.

وهو ما وثقته أيضاً “منظمة العفو الدولية” في تقرير صدر عام 2021، بعنوان “كم تمنيت أن أموت: لاجئون سوريون احتجزوا تعسفياً بتهم تتعلق بالإرهاب وتعرضوا للتعذيب في لبنان”. وفيه تحدثت عن سلسلة من الانتهاكات التي ارتكبها بشكل أساسي جهاز مخابرات الجيش اللبناني ضد 26 محتجزاً، من ضمنها انتهاكات المحاكمة العادلة، والتعذيب الذي يتضمن ضرباً بالعصي المعدنية، والكابلات الكهربائية، والأنابيب البلاستيكية. كما وصف المحتجزون عمليات تعليقهم رأساً على عقب، أو إرغامهم على اتخاذ أوضاع جسدية مُجهدة لفترات طويل .

تشير الأرقام إلى أن حوالي 27 في المئة من السجناء في لبنان هم سوريو الجنسية، معظم هؤلاء تم توقيفهم بقضايا إرهاب مرتبطة بمعارضتهم النظام السوري أو انشقاقهم عنه، هؤلاء اليوم تريد الدولة اللبنانية تسليمهم إلى قاتلهم بلا رحمة.

المصدر
باسكال صوما -درج

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى