مقالات

فرنجية كشف سر الحملة على اللاجئين!

فرنجية قال إنه بعلاقته الاستثنائية ببشار الأسد وحسن نصرالله يمكنه أن يعيد اللاجئين السوريين إلى بلادهم! إذاً إنها الحملة الانتخابية التي أطلقها “حزب الله” لمرشحه الذي يعاني من يتم مسيحي.

كشف مرشح “حزب الله” وبشار الأسد للانتخابات الرئاسية في لبنان سليمان فرنجية، القطبة المخفية التي يمكن أن نفسر عبرها اشتعال المساحات “العامة” والخاصة في لبنان، لا سيما المسيحية والشيعية منها، بقضية اللاجئين السوريين في لبنان، أو ما أطلق عليه “الاحتلال الديموغرافي السوري”! فرنجية قال إنه بعلاقته الاستثنائية ببشار الأسد وحسن نصرالله يمكنه أن يعيد اللاجئين السوريين إلى بلادهم!

إذاً إنها الحملة الانتخابية التي أطلقها “حزب الله” لمرشحه الذي يعاني من يتم مسيحي. والحزب إذ فعل ذلك، أدرك أن الذكاء ما دون المتوسط لخصومه المسيحيين لن يسعفهم في تجنب الانجرار وراء حملته التحريضية. سريعاً ما استجاب رئيس “حزب الكتائب” سامي الجميل للدعوة، أما “القوات اللبنانية” فكانت أكثر حذراً، إلا أنها شعرت بأن الصمت يصيب صاحبه بخسائر، فانضوت بدورها من دون أن تتصدر. العونيون أصلاً في صلب الحملة على اللاجئين، إلا أنهم هذه المرة وجدوا أن ثمة من يسبقهم على الاستثمار بها، وهو خصمهم، فراحوا يتخبطون تارة بخصومة ستأتي بعدوهم إلى الرئاسة، وتارة أخرى بحليف سابق يقود الحملة لإيصال العدو إلى القصر!

إذاً، مرة أخرى تنقاد الأحزاب المسيحية وراء “حزب الله”. الحملة على اللاجئين نظمها الحزب من ألفها إلى يائها. وانخرطت فيها إلى جانب الأحزاب المسيحية، وسائل إعلام لطالما قدمت نفسها بوصفها على خصومة مع الحزب، وها هي تجد نفسها مرة ثانية إلى جانبه في معركته لإيصال فرنجية، على رغم أنها تتوهم أنها تخوض معركة ضده! وسائل الإعلام هذه كانت أيضاً إلى جانب الثنائي الشيعي في معركته لحماية رياض سلامة والمصارف!

والحال أن فرنجية حين خاطب المسيحيين قائلاً إنه وحده من يستطيع أن يعيد اللاجئين السوريين إلى بلدهم بسبب علاقته مع الأسد ومع “حزب الله”، كشف فعلاً العقدة التي تحول دون عودتهم، وهي غائبة عن خطاب التهويل من اللاجئين. العقدة هي بشار الأسد وهي “حزب الله”، وهذا ما غاب عن خطاب سامي الجميل وعن مقدمات أخبار تلفزيونات ما تبقى من “14 آذار”! ففي هذا الخطاب العقدة تكمن في اللاجئين أنفسهم، وفي رغبتهم بالتنعم بـ”ثروات لبنان”! عودة اللاجئين من لبنان إلى سوريا بالنسبة للنظام تعني عودة أكثر من مليون سوري (سني) إلى دمشق وريفها، وبالنسبة لحزب الله عودة أكثر من 40 ألفاً من أهالي القصير إلى بلدتهم التي حولها الحزب إلى قاعدة له. فهل من المنطقي أن يستجيب النظام وأن يستجيب الحزب لـ”صديقهما” سليمان فرنجية وأن يعيدا اللاجئين!

التوظيف الرخيص لمأساة إنسانية بحجم مأساة اللجوء السوري يجري في كل اتجاه في لبنان. فحكومة تصريف الأعمال برئاسة رجل الأعمال نجيب ميقاتي تسعى بدورها عبر هذا التوظيف إلى رفع المساهمات المالية للمؤسسات المانحة بما يتيح للطبقة السياسية مصادر فساد جديدة بعدما جفت المصادر الأخرى! والغارقون بفضائح الفشل والفساد من أمثال جبران باسيل يوظفونها لتبرير فشلهم، فاللاجئون وراء إفلاس المصارف ووراء انقطاع الكهرباء ووراء الانهيار المالي والاقتصادي.

المهمة اليوم إيصال سليمان فرنجية إلى قصر بعبدا، وبعد إنجازها ستطوى الحملة على اللاجئين، وسيواصل الأسد رفضه لعودتهم إلى “سوريا المفيدة”، وهو سبق أن عبر في أكثر من مناسبة أن سوريا من دونهم “أكثر انسجاماً مع نفسها”. سيمضي المسيحيون خصوصاً واللبنانيون عموماً ست سنوات عجاف في ظل رئاسة فرنجية، ستكتشف الأحزاب المسيحية خلالها أنها ارتكبت خطأ جديداً، أين منه خطأ إيصال ميشال عون إلى بعبدا!

لا عودة للاجئين السوريين إلى بلادهم من دون تغيير في النظام في سوريا. وهذه الـ”لا” مصدرها النظام نفسه ولا أحد غيره. هذه الحقيقة يدركها المجتمع الدولي، ويدركها مفاوضو بشار الأسد الخليجيون ممن يسعون إلى التطبيع معه، وطبعاً يدركها “حزب الله”، ولا يبدو أن خصوم الأسد اللبنانيين يدركونها.

في بلدة القليعة المسيحية في جنوب لبنان، حصل إشكال بين مواطن وبين أحد العمال السوريين، تدخل على إثره شابان يناصران “حزب الله: من بلدة مجاورة وأقدما على ضرب العامل السوري، فتطور العراك وطُرد العمال السوريون من البلدة. هذه القصة نقلها أحد أبناء القليعة، وهي تلخص ما يحصل اليوم في كل لبنان.

المصدر
حازم الأمين- درج

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى