سياسة

الرسالة الأهم في زيارة عبد اللهيان: اللين بدل الشّدة!

ملأت زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بعضا من الفراغ السياسي الناتج من تعطيل الحلول الداخلية للإستحقاق الرئاسي وتفضيل المسؤولين انتطار وهم المبادرات الخارجية.

وتبيّن أن شكل الزيارة وازى مضمونها، لا بل ربما تعدّاه أهمية. إذ كان المسؤول الإيراني حريصا على أن يعطي زيارته طابع من دولة إلى دولة، يخاطب فيها كل المكونات السياسية والطائفية اللبنانية، ما خلا القوات اللبنانية للسبب المعروف العائد الى اتهام طهران القوات وقيادتها بإخفاء الديبلوماسيين الأربعة.

وكانت لافتة المشاركة السنية، كما مشاركة الحزب التقدمي الإشتراكي عبر النائب السني بلال عبدالله، فيما اقتصر عدد النواب المشتركين على ١٧ نائبا، أي ما يقارب نصف الذي كان متوقعا.

وأبدى عبد اللهيان حرصا على أن يخصص بداية الإجتماع الى الاستماع الى الضيوف من النواب ممثّلي الكتل كما المنفردين، فكان أول المتحدثين النائب في تكتل لبنان القوي سيزار أبي خليل، لتتوالى بعدها مداخلات النواب.

في كلمته الذي غلب عليها طابع التواضع في التخاطب بعيدا عن أدبيات الإنتصار والغلبة، أكد رئيس الديبلوماسية الإيرانية أن طهران تحترم ارادة اللبنانيين في الشأن الرئاسي، وأن لا رأي لها، سوى احترام ما يتفق عليه اللبنانيون والتعامل معه لا أكثر ولا اقل. وغيّب أي تفاصيل أو جزئيات في الرئاسة، ولم يعطِ أي مجال للخوض في تقاصيل كالأسماء، لافتا في الوقت عينه الى الأهمية الكبيرة للإتفاق السعودي- الإيراني واستتباعاته المريحة في مجمل المنطقة. وأكد أن لبنان هو بالتأكيد أحد المستفيدين من هذا الإتفاق.

ويُستشفّ من زيارة عبد اللهيان أنه جاء ليكرّس تغييرا واضحا في السلوك خلافا لمرحلة سابقة طغت عليها الشدة في التخاطب واللغة، وهو ما نُظر إليه على أنه تعبير عن مرحلة واعدة من الديبلوماسية الليّنة والناعمة تتماشى مع المتغيرات الكبيرة في المنطقة. وعُدَّ هذا الأمر تطورا سياسيا هاما في العلاقة اللبنانية- الإيرانية، وانتقالا من مرحلة خشنة وصعبة الى أخرى مختلفة كليا، ما يوجب على اللبنانيين إلتقاط الفرصة والتأسيس لتلاقٍ إيجابي مع الخارج يتيح الفرصة لحلول داخلية بغطاء خارجي.

المصدر
ليبانون فايلز

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى