سياسةمقالات

هل غسل جنبلاط يديه من الملف الرئاسي؟

لا يمكن عزل الإنسداد في الإستحقاق الرئاسي عن الإحباط الممزوج بالمرارة، والذي دفع رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، إلى التراجع خطوات إلى ما وراء الصفوف الأمامية، ليترك ل”الكبار” كما سمًاهم، واستثنى منهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، مسؤولية القرار في ترشيح شخصية لرئاسة الجمهورية، وليؤكد أنه لن يرشّح أحداً.

إلاّ أن مسؤولاً رفيعاً في الحزب التقدمي الإشتراكي، إستبعد أن يكون رئيس “الإشتراكي”، قد سحب يده من الملف الرئاسي، أو أوقف مساعيه في هذا الإطار، وأكد أن جنبلاط، قد أعلن موقفاً بوجه كل الأفرقاء الذين، وبصرف النظر عن نواياهم وعن مواقفهم، يساهمون بإطالة أمد الشغور الرئاسي، وبتعطيل انتخاب رئيس الجمهورية، وبالتالي، تراكم المزيد من الإنهيارات والأزمات وصولاً إلى الإنفجار.

وقال المسؤول الإشتراكي ، إن زعيم المختارة، أراد وضع كل القوى السياسية أمام حقيقة نتائج أفعالهم التي تؤدي لوصول البلد إلى حافة الإنفجار، بدءاً من التوقيت الصيفي والشتوي إلى أزمة النازحين السوريين، إلى غيرها من العناوين، قد باتت قنابل موقوتة جاهزة للإنفجار، موضحاً أن ” حقيقة ما أدلى به جنبلاط، هي أنه إذا كنتم تعتبرون أنفسكم أصحاب القرار، وبموافقكم تعطّلون وتقرّرون، فيجب إذن أن تتحملوا هذه المسؤولية، ولتكن لديكم أيها الكبار أياً كانت هذه القوى، ومن كل الأطراف”.

فالموضوع الأساسي، تابع المسؤول الإشتراكي، هو تحميل هؤلاء مسؤولية للقوى السياسية، وكشف الحقيقة أمام الرأي العام، لأن كل القوى السياسية معنية بالتخلّي عن بعض مواقفها المتصلبة، والذهاب إلى الحوار الحقيقي الذي دعا إليه جنبلاط منذ آب 2022 عندما التقى “حزب الله”، وقاد تلك الخطوة الإستثنائية الجريئة كعادته في الحوار، وأطلق يومها، إذا صحّ التعبير، ما سنصطلح على تسميته “الماركة الجنبلاطية” في الرئاسة، والتي تدعم رئيساً لا يتحدى أحداً، علماً أن كل التجارب والتحديات التي مرّ بها لبنان، قد أثبتت أنه “لا يمكن قيادة البلد بالتحدي، الذي لن يؤدي سوى إلى المزيد من الأزمات، وهذه الماركة ستكون الملاذ الوحيد الذي يمكن الركون إليه لإنهاء الشغور الرئاسي، وعندما سيقتنعون سنصل إلى هذه الوصفة التي أطلقها جنبلاط، على أمل أن يطول الوقت قبل أن يقتنعوا لأن هذا الوقت يكلِّف البلد الكثير من الأثمان”.

وعن سبب استثناء الرئيس بري، يؤكد المسؤول نفسه، أنه و”من خلال التواصل مع الرئيس بري، نعرف حقيقة حرصه على إتمام الإستحقاق وإجراء الإنتخابات الرئاسية، ونعرف أنه عندما يكون هناك توافق، وقد تحدث بري أكثر من مرة، أنه إذا اتفق كل الأطراف المسيحية وغيرها من الأطراف سيصبح ممكناً عقد جلسة إنتخابية، لذلك، لا يمكن تحميله مسؤولية عدم إجراء الإنتخابات الرئاسية، وإن كان البعض يريد رمي هذه الكرة عليه”.

وعن قرار جنبلاط بعدم تسمية اي مرشح، قال المسؤول الإشتراكي: “لا ندعم مرشحاً دون آخر، وعندما كنا أمام ديمقراطية الجلسات، صوّتنا للنائب ميشال معوض، ولكن عندما تحدثنا أنه لا يمكن الإستمرار بهذه الطريقة، رفضنا تسمية شخصية على حساب شخصية أخرى، وحتى عندما اقترح جنبلاط لائحة بمرشحين للرئاسة، أكد أنها ليست ملزمة لأحد، وأنه منفتح على الحوار، وعلى ما تتفق عليه القوى السياسية، لأن التواصل مستمر مع الجميع”. مشدّداً على أنه لا إمكانية للحل من دون حوار، ولكن على الآخرين أن يشعروا بالمسؤولية نفسها.

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى