محلي

الرئيس المقبل والإعلام والخِفّة والتفاؤل الوهمي

من المؤكّد أنّ استحقاق انتخاب رئيسٍ في لبنان يرتبط، أكثر من ذي قبل، بعوامل داخليّة. تنعكس مواقف الخارج على لبنان ولكنّها غير قادرة على الحسم التام رئاسيّاً. ولكن، علينا أن نفهم ما هو هذا “الداخل”.

يتعامل بعض المرشّحين، أو من هم حولهم، مع هذا الاستحقاق بخفّة. يظنّون، مثلاً، أنّ تشييع أجواء تفاؤليّة قادر على تغيير المسار الانتخابي، وإقناع كتل نيابيّة بتغيير مواقفها، ودفع دول معنيّة بالشأن اللبناني الى إعادة حساباتها.

بعضهم بات يدفع المال للترويج عبر وسائل إعلام، وتقرأ أحياناً ما يوحي إليك بأنّ انتخاب أحدهم سيتمّ في الأسبوع المقبل أو الذي يليه، ولو أنّك لا تعرف بواطن الأمور وما يدور في الكواليس لصدّقت. وحتى إن صدّقت، ماذا سيتغيّر؟ هل نحن في انتخابات نيابيّة قد ينفع فيها خبرٌ من هنا أو تسريبٌ من هناك، أم أنّنا في استحقاقٍ رئاسيّ يتّخذ هذه المرّة طابعاً مفصليّاً بعد ما بلغناه من انهيار؟

فما نقرأه أحياناً من أخبارٍ يجعلنا نبتسم طويلاً بسبب أسلوب التعاطي المعتمد من قبل بعض المرشّحين مع الإعلام، إذ يبثّون جوّاً تفاؤليّاً من دون أن نعرف الغاية من ذلك، خصوصاً أنّ بعض هذه الأخبار والمقالات مكلفة، وتحديداً من الناحية الماديّة، لأنّها مدفوعة الثمن. وقد علمنا بأنّ مرشّحين استفاقوا، متأخرّين، على دفع أموال لحملاتهم الانتخابيّة.

لذا، ننصح هؤلاء بعدم تبذير أموالهم، أو أموال داعميهم، من أجل بثّ أجواء عن ارتفاع حظوظهم الرئاسيّة، بينما كان يجدر العمل، قبل هذه المرحلة بكثير، على تحسين صورتهم وتعزيز التواصل مع الإعلام والإعلاميّين، وخصوصاً مع المؤثّرين عبر الإعلام المرئي.

ويجدر أيضاً الكفّ عن شتم من يخالفهم الرأي، أو من يملك معلومات لا تتطابق مع التفاؤل الوهمي، واعتماد النقاش بدل الصدّ، والترفّع بدل الدخول في الزواريب الضيّقة، وسماع الرأي الآخر بدل الانغلاق على رأيٍ واحدٍ وحيد.

لا يصنع الإعلام في لبنان رئيساً، ولكنّه عامل مساعد جدّاً، شرط إدراك كيفيّة التعاطي معه. وهذا التعاطي لا يكون، بالتأكيد، عبر اصطناع تفاؤلٍ سيكتشف من صدّقه لاحقاً أنّه خُدع.

وللحديث، إن دعت الحاجة، تتمّة…

المصدر
داني حداد -mtv

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى