مقالات

أبي المنى من دار الفتوى: نتفق مع جنبلاط على رئيس توافقي وسطي للجمهورية

دعا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى إلى تفاهم لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية لكي يكون هناك رئيس توافقي يرضى عليه الجميع، وقال بعد لقائه مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان: نتفق مع وليد بك جنبلاط فيما يطرحه بخصوص انتخاب رئيس للجمهورية، بحيث يجب ألا يكون هناك تحدٍ في الموضوع، فالوطن لا يتحمل رئيس تحدٍ، ونأمل أن يكون هناك توافق على رئيس وسطي يستطيع أن ينقذ البلد من هذا التدهور الاقتصادي وأن يؤكد على علاقات لبنان العربية أولا والدولية ثانيا.

وأضاف: لبنان يحتاج إلى تلاقينا وحواراتنا وتفاهمنا، فهناك استحقاقات لابد أن تؤخذ بعين الاعتبار، ولابد من إنقاذ البلد باحترام الدستور أولا، وهذا أمر متفق عليه، ونحن نرى هموم الناس ومشاكلهم والأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها الجميع، مما يتطلب وقفة مسؤولة تحترم الاستحقاقات الدستورية وانتخاب رئيس للجمهورية وحكومة جديدة كي تفعل الحركة ونخرج من هذا النفق المظلم.

وتابع: نحمل المسؤولين المسؤولية ونرى أنه لابد من معالجة القضايا بعقلانية، وهذا ما لمسناه من سماحته (المفتي) بالأخص المشكلة في خلدة والأحكام التي صدرت، فلابد من تعامل عقلاني مع هذا الموضوع من خلال تحقيق العدالة أولا واحترام القانون والنظام والمساواة بين الناس، وسماحته يتمثل بعقلانية ومتابعته الحثيثة في كل المواضيع.

وختـم: لا أرى أن هناك حاجة لانعقاد قمة إسلامية ـ مسيحية لكي نلتقي كقيادات روحية لننتخب رئيس جمهورية، ولكن توجيهات القيادات الروحية تلتقي بأنه يجب الإسراع بانتخاب رئيس جمهورية واحترام الدستور وانعقاد المجلس النيابي واختيار رئيس توافقي، هذا هو رأينا وهذا ما أظن رأي جميع القيادات الروحية.

من جهة اخرى، القوى المعارضة في لبنان على مواقفها المتباعدة، يقابلها تضامن قوى الممانعة في اندفاعاتها الداعمة لترشيح النائب السابق سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، معطوفة على المبادرة الفرنسية المتسلحة بتعهدات قطعها فرنجية في باريس، أمام المستشار الرئاسي باتريك دوريل.

وتتـــداول الأوســـاط السياسية في بيروت بالتعهدات المنسوبة إلى فرنجية، وأبرزها: رفض إعطاء الثلث المعطل في الحكومة لأي طرف سياسي، مع تطبيق المداورة في الحقائب الوزارية والمباشرة في فتح حوار حول الاستراتيجية الدفاعية، ومن ضمنها سلاح حزب الله وإعادة قرار الحرب والسلم إلى الحكومة اللبنانية، والدخول في مفاوضات مع صندوق النقد الدولي، إلى جانب المفاوضات الجدية مع النظام في سورية لترسيم الحدود البرية والبحرية بين البلدين لوقف التهريب، ووضع عودة النازحين السوريين على نار حامية.

وتتوقع المصادر المتابعة ان يتطرق فرنجية إلى هذه الضمانات في إطلالته التلفزيونية عبر قناه «الجديد»، مساء اليوم الأربعاء، فضلا عن احتمال إعلانه ترشحه للرئاسة رسميا.

وتوقع موقع الأنباء الالكتروني اللبناني، المعبر عن وجهة نظر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ان تحمل الايام العشرة المقبلة مفاجأة رئاسية، لم تفصح عنها، متحدثة عن اتصالات بعيدة من الاضواء، تجنبا لحرق الاسماء البعيدة عن التداول.

لكن وزير الإعلام زياد مكاري، ممثل تيار المردة في حكومة نجيب ميقاتي، أكد على ان «اسم سليمان فرنجية لتولي سدة رئاسة الجمهورية متقدم خارجيا».

وقال من دار الفتوى ايضاً، وبعد لقائه مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان «نحن كلبنانيين نقول، الاستحقاق داخلي، ولكن فشلنا في أن نحققه في الداخل، فلابد من أن ندفع الخارج باتجاه انتخاب رئيس، وأنا طبعا كوزير وممثل لسليمان فرنجية أرحب أن يكون هو رئيسا للبلد، وأرى فيه المواصفات الأساسية لأن ينهض بالمشاكل الموجودة والقدرة على حصول الدعم الدولي والإقليمي للبنان».

وأضاف «الدول الخارجية تعمل أكثر من الداخل ولكن لابد أن نأخذ هذا الموضوع بشكل إيجابي، وهناك لقاء خماسي على مستوى وزراء الخارجية ونأمل أن يتفاعل الداخل مع ما يحصل في الخارج. وأن تجري الانتخابات الرئاسية خلال شهرين إن شاء الله، إذا رأينا وتيرة الاتفاقيات والخطوات التي تحصل إقليميا والحراك الذي يحصل بشكل تصاعدي، نأمل أن يكون إيجابيا، وبالتأكيد نخاف من حصول عرقلة جدية ان كانت الأمور إيجابية».

في سياق متصل، استقبل البطريرك الماروني بشارة الراعي النائب ابراهيم كنعان، حيث وضعه الأخير في اجواء الوفد النيابي العائد من واشنطن بعد اجراء جولة محادثات مع المسؤولين في العاصمة الأميركية، وهو كان ضمن الوفد، علما ان كنعان بين الاعضاء القلائل في «تكتل لبنان القوي»، المدرجين في خانة الترشح، عن «التيار الحر»، لرئاسة الجمهورية، تبعا لمرونته السياسية البعيدة عن التشنج، على انه حرص على القول انها زيارة «معايدة بالفصح بعد عودتي من واشنطن».

في هذا الوقت، الأوضاع الاقتصادية إلى المزيد من التدهور، والمصاعب المعيشية إلى تفاقم، وزيادة الرواتب لموظفي القطاع العام، الماضي في إضرابه، كما القطاع الخاص إلى تآكل جديد بعد زيادة الدولار الجمركي. قضية النازحين السوريين تتفاعل سلبيا على مختلف المستويات، فبعد بيان منظمة العفو الدولية التي دعت السلطات اللبنانية إلى وقف ترحيلهم خشية ان يتعرضوا للاضطهاد والتعذيب عند عودتهم إلى بلدهم.. التقى السفير الروسي في بيروت الكسندر روداكوف وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور الحجار، وقال بعد اللقاء: نحن مع عودة النازحين، وقد ناقشنا مع الوزير الحجار خريطة طريق لذلك. الوزير الحجار قال بدوره: انا مستعد لزيارة سورية وأبعد من سورية من اجل العودة السريعة للاجئين.

في غضون ذلك، دعت «الحملة الوطنية لتحرير لبنان من الاحتلال الديموغرافي السوري» اللبنانيين إلى التظاهر في العاشرة صباح اليوم أمام مقر مفوضية شؤون اللاجئين في بيروت، احتجاجا على موقفها من موضوع عودة النازحين إلى بلدهم.

المصدر
الأنباء الكويتية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى