عكست المواقف السياسية الداخلية في الايام الاخيرة نوعا من “ربط النزاع” بين الفريق السياسي المؤيد لانتخاب سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية والفريق السياسي المناوئ له. ومن المتوقع أن يطغى هذا “المشهد الرئاسي” على مجمل التحركات حتى إشعار آخر، خصوصا مع بروز مؤشرات خارجية توحي بتريث في مقاربة الملف اللبناني، والرئاسي تحديدا، وعدم نجاح الاتصالات، أقله حتى الساعة، في وضع هذا الملف بندا رئيسا على جدول اعمال القمة العربية المقبلة في جدة ومناقشاتها.
وفي سياق متصل، عُلم ان رئيس حزب بارز إلتقى مؤخراً ديبلوماسيين فرنسيين وجه اليهم سؤالاً عن التناقض في السياسة الفرنسية في الوقت الراهن حيال الوضع في لبنان.
وقال “فرنسا اليوم وبإشراف الرئيس ماكرون تسعى جاهدةً الى التحقيق في فساد مصرفيين، وتستدعي حاكم مصرف لبنان لشبهات فساد، وفي الوقت عينه عينها على دعم مرشح لرئاسة الجمهورية علناً ، وهذا المرشح هو في قلب المنظومة منذ ٣٠ سنة ، ولديه وزراء فرضت عليهم عقوبات ، ومدراء عامين متوارين عن الأنظار والقضاء ناهيك عن مئات المخالفات الكبيرة .هل لنا أن نعرف ما هذه المعادلة، صيف وشتاء فوق سقف واحد”.
في المقابل كان لافتا ما نُقل عن لسان فرنجية خلال اجتماعه مع المستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل من أنه يفضّل، أن تُترك تسمية رئيس الحكومة للاستشارات النيابية المُلزمة التي يجريها رئيس الجمهورية فور انتخابه، وبالتالي لا ينوب عن البرلمان بتسميته منذ الآن مع ترجيحه بأن يحظى بتأييدٍ من أبرز المكونات السياسية في الطائفة السنيّة لضمان تحقيق التوازن بين الرئاستين الأولى والثالثة”.
في كل الاحوال فان مجمل المواقف والتطورات الرئاسية والسياسية ستكون محور حديث فرنجية التلفزيوني غدا الاربعاء عند التاسعة والنصف مساء عبر “قناة الجديد” مع جورج صليبي.
حكوميا، من المتوقع أن تعود العجلة الحكومية الى الدوران ويتوقع ان يعقد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سلسلة اجتماعات وزارية بمشاركة ممثلي القطاع الخاص والنقابات المعنية لاستكمال البحث في الملفات المرتبطة بالرواتب والاجور.
