صحة

عودة الحصبة: انتشار أم بوادر جائحة؟

أواخر الأسبوع الماضي، تابعت بلدية طرابلس وفريق من مركز الترصّد الوبائي في وزارة الصحة العامة، خبر “انتشار” عدوى الحصبة في أحد مخيّمات اللاجئين السوريين. كان الخبر بداية مرحلة التفتيش عن مدى انتشار هذه العدوى من عدمه، وهو ما دفع بمراقبي الدائرة الصحية في البلدية وفريق الترصّد الوبائي لإعلان “النفير” وإجراء مسحٍ شاملٍ لمخيمات النازحين السوريين في زيتون أبو سمراء في مدينة طرابلس.

إلى الآن، لم تصدر نتائج حاسمة حول مدى انتشار العدوى، باستثناء نتائج أولية تتريّث وزارة الصحة العامة في البناء عليها. إلا أن ذلك، لم يمنع من تكثيف الاجتماعات في الآونة الأخيرة للمتابعة، والتي كان آخرها أمس، مستهدفة في الأساس كيفية العمل على تفعيل مسار المواجهة، ولا سيما في ما يخص إعادة برنامج التحصين إلى سكّة عمله الطبيعية.

تطورات لم تأتِ من خارج التوقعات، فبحسب الدكتور برنارد جرباقة، رئيس اللجنة الاستشارية للتلقيح في لبنان وطبيب الأطفال، “كلّ شيء كان منتظراً”، عقب فترة انقطاع طويلة وقسرية عن السير ببرنامج اللقاحات الذي يفترض أن يكون روتينياً. لا أسباب كثيرة لعودة انتشار عدوى الحصبة ـــ فيما لو دخل لبنان مرحلة الانتشار ـــ إذ يحصرها جرباقة في سببين أساسيين: أولهما جائحة كورونا التي عزلت الناس عن كلّ شيء، والتي تجلّى أول تأثيراتها باختصار الزيارات للعيادات الطبية وحتى انقطاعها، ما أدى إلى تراجع نسب التلقيح لدى الأطفال، وثانيهما الوضع الاقتصادي المادي الذي أثّر في قدرة الناس على استكمال اللقاحات لأولادهم بعدما باتت أسعارها باهظة، مع إخراجها من لوائح الدعم. سببان يكفيان، بحسب جرباقة، ليصبح “الأطفال أكثر عرضة لالتقاط أمراض جرثومية يسهل انتقالها بالرذاذ والبشرة كما الحصبة أو حتى معوية كما الكوليرا”.

حتى اللحظة، لم تدخل البلاد مرحلة انتشار أو ما يمكن أن يُطلق عليه جائحة، ولعلّ أفضل تعبير لما يحدث اليوم “أن ما يحدث هو بوادر جائحة”، على ما تقول الدكتورة رندا حمادة، رئيسة دائرة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة، أو “out break”. واللافت أنّه في كل مرّة تعود فيها الحصبة إلى الارتفاع يكون حراكها في المناطق نفسها، والتي غالباً ما تبدأ بالمخيمات والتجمعات السكنية المكتظّة. وتشير المصادر، إلى أنها في الفترة الماضية “بدأت في التجمعات السكنية المكتظّة في صبرا والشمال وعرسال وعكار…”.

لا حلول كثيرة للحصبة، إذ يبقى “الأساس هو إعطاء اللقاح”، يقول جرباقة.

المصدر
الأخبار

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى