سياسة

باسيل بين التكتيك والاستراتيجيا..

توقّف متابعون عند المواقف الاخيرة لرئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، حيث بدأت بهجومه على عمليّة إطلاق الصواريخ من الجنوب، معتبرًا أنّ «اتفاق القاهرة» قد مات، وانّ «فتح لاند» لم تعد موجودة. لكن ما كان لافتًا في كلامه قوله: «لا نقبل على أرضنا إلّا بالسّلاح اللّبناني في يد اللّبنانيّين».
كان كثيرون ينتظرون من باسيل مواقف أشدّ نبرةً تجاه «حزب الله»، ولكن، بحسب مصدر في فريق الثامن من آذار، فإنّ باسيل وكعادته، أحسن بدقّة اختيار عباراته، مظهرًا أنّه لم يحد عن خيارات تياره الاستراتيجية التي اتخذها طول 17 عامًا، رغم انّه ذهب نحو إنهاء ورقة التفاهم مع الحزب، وهو ما يوضع اليوم في خانة التكتيك السياسي.

في الواقع وبعيدًا من كلام المصدر، لا يذهب باسيل إلى نسف كل الخيارات الاستراتيجية انطلاقًا من خلافات سياسية مهما كبرت، وانّ ما قاله حول التغنّي بقدرات المقاومة ومعها الجيش اللبناني حين قال: «لو لم تكن لدينا القدرة للدّفاع عن بلدنا، لربّما كان يمكن لأحد التّنظير لحلول أخرى… لكن بعدما أثبتنا قدرتنا، لماذا نقبل بأن تُطلق صواريخ من أرضنا مصدرها غير لبناني؟ ولماذا العودة إلى أيّام مضت ودُفنت وينبغي أن نكون قد تعلّمنا منها؟»، تثبت أنّ الرجل لم يكن في موقف مؤيّد للمقاومة نتيجة حالة سياسية، وانما ذهب تياره إلى ورقة تفاهم في حينها من منطلق التوازن بين المصلحة الوطنية والمشروع السياسي، وخرج منه حين لم يفِ الطرف الآخر بالمسائل السياسية الأساسية من الاتفاق.


قد يذهب كثر في تحليل كلام باسيل إلى أبعد من الواقع، وصولًا إلى اعتبار أنّ ما قاله في جبيل هو رسالة لـ«حزب الله» تحمل اشارات ايجابية في مكان ما، وسلبية في مكان آخر، كون الحزب يناسبه بالطبع وقوف أي مكوّن لبناني، وتحديدًا مسيحي، في صف تأييد فكرة مقاومة اللبنانيين للعدو، ولكن في الوقت عينه يعلم الجميع أنّ مسألة إطلاق الصواريخ لم تحصل من دون ارتياح لدى الحزب نفسه.

كلام باسيل يعبّر عن باسيل، ويتماهى مع أداء التيار وسقف خطاب الرئيس ميشال عون منذ سنوات وحتى اليوم، وربّما من الخطأ ان يُحمّل هذا الكلام تحديدًا أي ابعاد سياسية. فباسيل تحديدًا، في نظر حلفاء «حزب الله»، هو من وضع حدًا لورقة التفاهم لا الحزب، ومن هذا المنطلق لا داعي له لمغازلة حليفه السابق من اجل إعادة المياه إلى مجاريها.

المصدر
صفاء درويش - الجمهورية

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى