إقتصاد

اللّحوم للـ”ويك أند”… وقصّة الـ 50 ألفاً

بعد أن أطاحت الأزمة الاقتصادية والمعيشيّة بالهرم الغذائي لدى المواطن اللبناني، أصبحت اللّحوم كالمُكمّلات الغذائيّة الاختياريّة في حياة شريحة كبيرة من اللبنانيّين، تحضرُ على سُفَرهم في عطلة نهاية الأسبوع وفي المناسبات السّعيدة فقط!

توفيّ أبٌ لأسرة في البقاع الغربي منذ أيّام بعد تناوله لحوم فاسدة ومعاناته من تسمّم حادّ مع 6 من أفراد عائلته. حادثةٌ تدعو للقلق والحذر في وقت انخفض فيه بيع اللّحوم التي باتت تُسعّر بالدولار أو على سعر الصّرف في السّوق السوداء.

يروي حسن ك. وهو صاحبٌ واحدة من أكبر الملاحم في البقاع أنّ “الطلب على اللّحوم خفّ بنسبة 30 في المئة من جراء الأوضاع المتردّية للمواطنين”، شارحاً أنّ “ذبح اللحوم يجب أن يحصل بطريقة يوميّة ولا يجب أن تبقى اللحوم أكثر من يومٍ في برّاد المتجر لكي تكون طازجة ولكي لا يتعرّض المواطنون للتسمّم على غرار ما حصل مع المواطن أعلاه”.

ويُحذّر حسن من “اللحم الهندي الذي ينتشر في الأسواق بكثرة ويُباع بأسعارٍ رخيصة ومغرية للزّبون، ولكن نوعيّته غير جيّدة”، داعياً المواطنين الى “شراء لحومهم من مصادر معروفة لأنّ اللحوم الفاسدة تنتشر بكثرة في لبنان”، ويقول: “من الأفضل شراء نصف كيلوغرام من اللحم الطازج بدلاً من شراء كيلوغرام من لحوم غير طازجة وغير معروفة المصدر”.

ماذا عن الأسعار؟ يُجيب: “معدَّل سعر كيلوغرام من اللّحم هو 10 دولار بحسب سعر الصّرف اليومي، وقد تمّ اعتماد التّسعير بالدولار في مختلف متاجر اللّحوم لتوحيد السّعر للمواطن في ظلّ الفوضى الحاصلة”.

وفي الختام، يروي صاحب متجر اللّحوم قصّة حزينة حصلت في “ملحمته”: “زارتني سيّدة منذُ أيّام وطلبت شراء لحمٍ بقيمة 50 ألفاً فقط! وهذا المبلغ لا يشتري سوى غرامات قليلة جداً، وهو أمرٌ مُحزن ويتكرّر بشكلٍ شبه يومي، إذ يزورنا أكثر من 4 أشخاص في اليوم يطلبون شراء بعض الغرامات لإعطاء نكهة لحم في الطّبق فقط، وفي المقابل، هناك من لم يتأثّر بالأزمة بسبب حصوله على الدّولار”.

حرمانٌ غير مسبوق تعيشه طبقة كبيرة من اللبنانيّين. اللّحوم للأغنياء في لبنان، وللفقير… “الريحة” فقط!

المصدر
mtv

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى