مقالات

كواليس اعتذار الحريري

جاء في “نداء الوطن”: 

تحدّث مصدر دبلوماسي لـ”نداء الوطن” قائلاً إنّ “اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري الذي كان محسوماً سلفاً وتبلغت به عواصم القرار الدولية والعربية، سبقته اتصالات ومشاورات اجراها موفدون لا سيما الموفد الفرنسي باتريك دوريل الذي حضر للبحث في مرحلة ما بعد الاعتذار، وهذا الامر كان جزءاً اساسياً في الاجتماع الثلاثي الذي عقد في روما وجمع وزراء خارجية الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا والمملكة العربية السعودية، والذي اعقبه استدعاء السفير السعودي لدى لبنان الى الرياض لابلاغه بالتوجيهات الجديدة ومن ثم زيارة سفيرتي الولايات المتحدة وفرنسا الى الرياض للبحث في المرحلة المقبلة تحت العنوان الانساني ولكن بمضمون سياسي خالص هو الحكومة المقبلة بلا سعد الحريري”.

واوضح المصدر انه “بعد نحو تسعة اشهر من التكليف والدوران في حلقة مفرغة، لم يستطع الحريري الذي استعان بكل اصدقائه الدوليين والاقليميين والعرب من كسر الفيتو السعودي او رفعه لجهة تأييده في رئاسة الحكومة ودعمه سياسياً واقتصادياً، وآخر المحاولات تولاها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي في احدى زياراته الى المملكة كان ملف اعادة فتح الابواب السعودية للحريري هو الابرز في محادثاته ولكن من دون جدوى”.

وكشف المصدر أن “القراءة الدولية والعربية للاعتذار هي بأن هذه الخطوة لن تكون ذهاباً الى المجهول، انما فتحت الباب امام خيارات نوعية في رئاسة الحكومة بعضها مجرّب مثل نجيب ميقاتي وبعضها الآخر أُختبر في ملفات حساسة من خلال موقعه الدولي وهو السفير نواف سلام، مع ارجحية للاخير، لاعتبارات ابرزها ان هذه الحكومة المزمع تشكيلها ستكون حكومة اصلاحات وانتخابات، وبالتالي يفترض ان يكون كل اعضائها من رئيسها الى وزارئها من غير المرشحين، كما ان محاولة شيطنة سلام في السابق تحت عناوين تتصل بنظرية المؤامرة لم تنجح، وهناك تأييد له من حلفاء لـ”حزب الله” الذي يعتبر الممانع الابرز له، اذ انه في نقاشات لديبلوماسيين مع التيار الوطني الحر لا سيما رئيسه النائب جبران باسيل ابدى استعداداً لتسمية نواف سلام، خصوصاً وان له تجربة مهمة معه ابان كان باسيل وزيراً للخارجية وسلام سفيراً للبنان لدى الامم المتحدة والامر نفسه ينسحب على رئيس الجمهورية”.

كما كشف المصدر عن ان زيارة السفيرتين الاميركية والفرنسية الى بعبدا ولقائهما رئيس الجمهورية قبل ساعتين من زيارة الحريري، جاءت في سياق التشاور حول المسارات المقبلة كونهما سلمتا عون رسالة خطية مشتركة من وزيري الخارجية الاميركية والفرنسية انطوني بلينكن وجان ايف لودريان أكدا فيها اهتمام بلديهما بالوضع اللبناني وضرورة الاسراع في تشكيل حكومة جديدة تواجه الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان. وعبارة حكومة جديدة ليس المقصود بها التشكيلة التي قدمها الحريري انما تعني الاسراع في الدعوة الى الاستشارات النيابية الملزمة وتكليف رئيس جديد تشكيل الحكومة ومن ثم تأليف حكومة سريعاً تلتزم تنفيذ برنامج الاصلاحات وتلقي المساعدات واجراء الانتخابات النيابية بعدما بدأ يتناهى الى الخارج عن مسعى لقوى السلطة لتطيير الانتخابات وجعل التمديد للمجلس الحالي امراً واقعاً، لذلك من المرجح ان يدعو عون الى الاستشارات الملزمة بعد عطلة عيد الاضحى المبارك.

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى