مقالاتمقالات خاصة

زلزال سعودي يضرب سوريا فهل ستدمر ارتداداته لبنان؟

كتب مصطفى عبيد،

لا تزال ارتدادات الاتفاق السعودي الإيراني يطالعنا بالمزيد من المفاجآت والتحولات على الخارطة السياسية للمملكة العربية السعودية، وما أحدثته الكارثة الإنسانية التي حلت بسوريا من هزات سياسية، جاء الاتفاق السعودي الإيراني لينهي هذه الهزات بزلزال كبير.

وقد تصدر نشرات الأخبار عنوانٌ من العيار الثقيل، وزير الخارجية السعودي في سوريا للقاء الأسد، وانتشرت صور اللقاء بين الرئيس الذي كانت منذ مدة وجيزة وسائل إعلامه تهاجم المملكة بأعنف الحروب الإعلامية وبين وزير خارجية المملكة التي خلعت عن سوريا هويتها العربية لأعوامٍ طويلة.

فإذ بالفيصل يصل الرحم العربي بسوريا بعد قطيعة طويلة منذ العام ٢٠١١، ويدعو لعودة سوريا لجامعة الدول العربية، ولمناقشة سبل إعمار سوريا التي دمرها نظامٌ باع بلاده لحليفٍ قطع أوصال سوريا وشتت شعبها وانتهك عرضها وكان حتى الأمس القريب شيطاناً فارسياً بنظر المملكة.

فماذا وراء هذه الزيارة السعودية لسوريا؟ هل هو إتفاقٌ بين السعوديين والإيرانيين على حلحلة الملف السوري وتناسي حقوق المهجرين واللاجئين وفتح صفحة جديدة مع نظامٍ تطبعت محافظاته بالموروث الفارسي؟
أم هو محاولة لإنقاذ ما تبقى من عروبة سوريا ووقف الإمتداد الإيراني وكبح جماحه؟

لا يستطيع أحدٌ أن يجزم ما طبيعة الإتفاق السعودي الإيراني الذي حول عدوين إلى أصدقاء وفتح أبواب السفارات والمجال الجوي والسياحة بين البلدين، فهل هو فعلاً إتفاق أم هو إنكسار أحد الطرفين واعترافه بقوة الآخر ليأتي مجبراً لاتفاقٍ عنوانه العريض إغاظة الفريق الأمريكي في سباق التحالفات بعيدة المدى بانتظار شرارة الحرب العالمية الثالثة؟

الخوف كل الخوف أن يكون هذا الانفتاح السعودي نحو سوريا هو مزيدٌ من التخلي من قبل السعودية عن لبنان، وأن يكون هذا الاتفاق هو صفقة تبادلية تخلي السعودية من خلالها الساحة اللبنانية للسرطان الفارسي كي يخلو لها الجو فتمزق لبنان وتشرد طوائفه وتستأثر بقراره لتدمره أكثر مما هو مدمر، فربما قد قطعت المملكة أملها من حلفاء الداخل اللبناني المستسلمون لسياسة حزب اللات المستأثر بقرار البلد والذي خطف الدولة بعد أن اغتال كل من كان يرفع الصوت بوجه طغيانه.

إن غداً لناظره قريب، وسوف يكشف المستقبل عن البنود التي شكلت هذا الإتفاق الذي لم يكن ليتصوره أحد، فإما يكون نصراً عربياً أو مجرد خيبة أخرى من عدوٍ ألف الغدر والطعن في الظهر!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى