عربي ودولي

الجيش السوداني: نقترب من الحسم.. و «الدعم السريع»: نحارب من أجل الديموقراطية

اشتدت وتيرة الاشتباكات العنيفة والمواجهات الدامية بين الجيش وقوات الدعم السريع بالسودان في يومها الثالث على نحو يزيد المخاوف من عرقلة انتقال البلاد إلى الحكم المدني، فيما يحاول كل طرف قطع الطريق على الآخر وإقصائه من المشهد السياسي.

فقد أعلنت وزارة الخارجية السودانية أن قائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان أمر بحل قوات الدعم السريع وإعلانها قوة متمردة، موضحة أن الأحداث المؤسفة التي بدأت السبت الماضي نتجت عن تمرد قوات الدعم السريع.

وأضافت الخارجية السودانية أن الوساطات الوطنية والإقليمية والدولية فشلت في إقناع قوات الدعم السريع بالاندماج مع القوات المسلحة.

وتابعت الوزارة «نقدر الجهود الرامية للمساعدة في تهدئة الأحوال في البلاد»، مشددة على أن «ما يحدث شأن داخلي وينبغي أن يترك للسودانيين إنجاز التسوية المطلوبة بعيدا عن التدخل الدولي».

وأصدر الجيش السوداني بيانا أكد فيه «اقترابه كثيرا من لحظة الحسم».

وأضاف: «انتقلنا للمرحلة الأخيرة من الخطة وهي مطاردة العدو الذي تهرب عناصره حاليا في كل مكان»، مؤكدا استعادة قواته لمبنى التلفزيون والإذاعة.

وشدد الجيش على أن الموقف العملياتي في الخرطوم يتضمن اشتباكات محدودة حول محيط القيادة العامة ووسط العاصمة.

وأضاف أن «القوات المسلحة تسيطر تماما على جميع مقراتها ولا صحة لما يتم تداوله بشأن استيلاء العدو على القيادة أو بيت الضيافة أو القصر الجمهوري».

في المقابل، أكد قائد قوات الدعم السريع اللواء محمد حمدان دقلو الملقب بـ «حميدتي» أن الحرب التي تخوضها قواته الآن هي ثمن للديموقراطية.

واضاف حميدتي، في تصريحات نشرتها قوات الدعم السريع عبر صفحتها بموقع «فيسبوك» امس: «يجب على المجتمع الدولي الآن التدخل ضد جرائم الجنرال السوداني عبدالفتاح البرهان (…) الذي يقصف المدنيين من الجو، جيشه يشن حملة وحشية ضد الأبرياء».

وتابع: «نحن نقاتل الذين يأملون في بقاء السودان معزولا وفي الظلام، وبعيدا عن الديموقراطية، سنواصل ملاحقة البرهان وتقديمه للعدالة».

وفيما لا يرتسم في الأفق أي وقف لإطلاق النار، دق الأطباء والعاملون في المجال الإنساني ناقوس الخطر، وأعلنت نقابة أطباء السودان المركزية خروج عدد من المستشفيات عن الخدمة تماما بسبب تعرضها للقصف بالمدافع والأسلحة النارية، بينما ارتفع عدد القتلى والجرحى، وسط تحذيرات من نفاد مواد التموين في العاصمة.

وقالت لجنة الأطباء في منشور أوردته عبر صفحتها بموقع «فيسبوك» إن المستشفيات والمؤسسات الصحية بالخرطوم ومدن أخرى تعرضت للقصف بالمدافع والأسلحة النارية ما ألحق أضرارا بالغة بمستشفى الشعب التعليمي ومستشفى ابن سينا التخصصي ومستشفى بشاير جراء الاشتباكات والقصف المتبادل بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع للمنطقة المحيطة بها.

وفي هذه الأثناء، تكثفت الدعوات الدولية لوقف التصعيد، حيث دعت الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان الى وقف فوري لإطلاق النار. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على هامش اجتماع لوزراء خارجية مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى في طوكيو: «هناك قلق عميق مشترك تجاه القتال والعنف الدائر في السودان، التهديد الذي يمثله على المدنيين والذي يشكله للأمة السودانية ويحتمل أن يشكله حتى على المنطقة»، داعيا كلا من البرهان ودقلو إلى ضمان حماية المدنيين.


اتفاق مصري – سعودي على بذل كل الجهود للحفاظ على استقرار وسلامة السودان وشعبها

وكالات: أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالا هاتفيا مع نظيره السعودي سمو الأمير فيصل بن فرحان حول مستجدات الأزمة في السودان.

وكشف السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، عن أن الاتصال جاء للتشاور وتبادل التقديرات بشأن تطورات الأزمة، حيث اتفق الجانبان على ضرورة بذل كل الجهود للحفاظ على استقرار وسلامة دولة السودان الشقيقة وشعبها.

وقد أكد الوزير شكري خلال الاتصال، على ان الرسائل المصرية للطرفين السودانيين تشدد على أهمية تغليب الحكمة والاستماع لصوت العقل بشكل يؤدي الى وقف فوري لإطلاق النار يسهم في حقن دماء الشعب السوداني والحفاظ على مقدراته. وقد اتفق الوزيران على استمرار التشاور والتنسيق خلال الأيام القادمة لمتابعة تطورات الأزمة وجهود احتوائها.

كما صرح السفير أحمد أبو زيد بأن وزير الخارجية المصري تلقى اتصالا من وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا للتشاور وتبادل التقييم بشأن التطورات الجارية في السودان.

وأوضح المتحدث باسم الخارجية، أن وزيرة خارجية فرنسا اعربت خلال الاتصال عن قلق بلادها العميق نتيجة المواجهات العسكرية الجارية وتأثيرها المتفاقم على أرواح وسلامة المدنيين، حيث اتفق الجانبان على ضرورة العمل من أجل التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار في أقرب وقت وحل الخلافات بين أطراف النزاع من خلال المفاوضات، بما يحقن دماء الشعب السوداني ويعيد البلاد للمسار السياسي السلمي.

كما تم التأكيد خلال الاتصال على أهمية امتناع أي طرف خارجي عن التدخل في هذا النزاع بصورة تفاقم من حدته، وبما يسهم في استعادة السودان أمنه واستقراره في أقرب وقت.

هذا، وقد حرص سامح شكري، وفقا لتصريحات المتحدث الرسمي، على إحاطة نظيرته الفرنسية بالجهود التي تبذلها مصر من أجل وقف النزاع الجاري، بما في ذلك نتائج وتوصيات اجتماع مجلس جامعة الدول العربية الأخير.


الأمم المتحدة تعبر عن خيبه أملها لعدم التزام طرفي النزاع في السودان بوقف القتال

عواصم – وكالات: عبر المبعوث الأممي للسودان فولكر بيرتس عن خيبه أمله لعدم التزام طرفي النزاع المسلح بالسودان بوقف القتال لأغراض إنسانية.

وقال بيرتس في بيان صحافي إن «الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لم يلتزما بوقف القتال لأغراض إنسانية، أمس، إلا جزئيا». وأضاف البيان «يعبر بيرتس عن خيبة أمله الشديدة لعدم الالتزام بوقف الأعمال العدائية لأغراض إنسانية إلا بشكل جزئي».

وحث بيرتس جميع الأطراف على احترام التزاماتهم الدولية، بما في ذلك ضمان حماية المدنيين، مشددا على أنه سيظل منخرطا مع الشركاء السودانيين والإقليميين والدوليين للعمل من أجل وقف الأعمال العدائية.

غوتيريش يدعو إلى «وقف فوري» للقتال في السودان

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى «وقف فوري للأعمال العدائية، وإعادة إرساء الهدوء، والانخراط في حوار لحل الأزمة» في السودان، حيث تدور معارك ضارية بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وقال غوتيريش: «أدين بشدة اندلاع المعارك الدائرة في السودان»، محذرا من أن «أي تصعيد إضافي» للنزاع بين الجيش والقوات شبه العسكرية «قد يكون مدمرا للبلاد والمنطقة».

ودعا الأمين العام «كل من لديهم نفوذ على الوضع لاستخدامه في سبيل إحلال السلام». وأضاف ان «الوضع الإنساني في السودان كان هشا أصلا وبات الآن كارثيا».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى