مقالات

«الرئاسة» بين سامي الجميّل وباتريك دوريل في باريس غداً

تنتهي غدا الثلاثاء لعبة تبادل الأدوار بين الحكومة ومجلس النواب في «تطيير» الانتخابات البلدية، حيث سيكون النقاش حول مدة التمديد. وسيتولى مجلس النواب، صباحا، إقرار تأجيل هذه الانتخابات، فيما يجتمع مجلس الوزراء بعد الظهر ليقرر بدوره تمويل تلك الانتخابات بعد تأجيلها!

وفي هذا الوقت يحضر معارضو التأجيل وفي طليعتهم «حزب القوات اللبنانية»، الطعن بتشريع التأجيل الصادر عن مجلس النواب أمام المجلس الدستوري، وقد تساءل متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران إلياس عودة، في عظة قداس الفصح، أمس، عما إذا كان النواب يحاسبون أنفسهم على عدم قيامهم بواجبهم، وعدم احترام المهل الدستورية وتجاهل الاستحقاقات. وقال «ليتهم يعملون فقط من اجل مصلحة لبنان، فالبلد بلا رأس ومجلس النواب مشتت ولا حكومة فاعلة».

وواضح إصرار «القوات اللبنانية» وحزب «الكتائب» على الطعن بقرار مجلس النواب أمام المجلس الدستوري، استنادا الى سابقة ألغى فيها المجلس الدستوري قرارا لمجلس النواب السابق بهذا الشأن.

وفي هذا الوقت، يستمر السجال بين «القوات اللبنانية» و«التيار الحر» حول تأجيل مجلس النواب للانتخابات البلدية والاختيارية، وقد ردت «القوات» على بيان «لجنة الاعلام» في «التيار»، والتي ادعت فيه عدم جهوزية الحكومة لإجراء الانتخابات البلدية. وقالت «القوات» ان وزير الداخلية أكد جهوزيته مرارا وتكرارا وهو صاحب الشأن في ذلك، وعكست موقف «التيار» الرغبة في السعي لرفض الانتخابات التي من شأنها ان تظهر تراجع حضور «التيار» شعبيا من جهة، وفي سياق صفقة مع كتل الممانعة من جهة ثانية، وتمسكت «القوات» بالقول إن جلسة مجلس النواب التشريعية الثلاثاء غير دستورية؛ لأن مجلس النواب الآن هيئة ناخبة لا تشريعية.

نائب طرابلس أديب عبدالمسيح دعا المعارضة الى الاتفاق على اسم موحد لرئاسة الجمهورية، وتوقع ان ينتقل «التيار الحر» من ضفة التمايز عن «الثنائي الشيعي» الى ضفة التماهي معه ضمن سلة متكاملة، لافتا الى ان الانتخابات النيابية الاخيرة أثبتت ان التيار خسر شعبية بنسبة 35%، وهذا سينسحب على الانتخابات البلدية والاختيارية.

رئاسيا وباستثناء الحراك الفرنسي، تبقى بورصة الاسماء الرئاسية تتحرك ببطء. وثمة انطباعات مستجدة تشير الى ان فرنسا كانت تستفيد من التباين السعودي ـ الايراني، لتلعب دور الوسيط بين الدولتين الإقليمتين الكبيرتين، وهذا الدور تبخر أو كاد، بعدما اصبح التواصل مباشرا بين البلدين منذ توقيع اتفاق بكين.

وسيكون رئيس حزب الكتائب سامي الجميل على موعد في الإليزيه غدا الثلاثاء مع حامل ملف الرئاسة اللبنانية المستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل، لإجراء جولة حول الاسماء المطروحة.

وما يجدر ذكره ان رئيس «الكتائب»، كما رئيس «القوات اللبنانية»، يرفضان وصول أحد مرشحي الممانعة الى قصر بعبدا، ويعتبران فرنجية ممانعا بالسليقة وبحكم ترشيحه من قبل «أمل» وحزب الله، فضلا عن علاقاته السياسية التاريخية بهذا الخط المتحالف مع ايران.

الاعلامي عبدالله قمح تحدث أمس عن مرونة في الموقف الفرنسي، وأن السفيرة الفرنسية آن غريو ابلغت رئيس مجلس النواب نبيه بري «بأن موضوع سليمان فرنجية مش كثير ماشي»، بيد ان موقع «لبنان 24» القريب من الرئيس نجيب ميقاتي لاحظ أن حزب الله يوحي للفرنسيين بأنه متجاوب مع مبادرتهم، شرط ان تكون التسوية لصالح وصول فرنجية الى قصر بعبدا!

وأمام تشرذم الكتل النيابية المارونية حول رئاسة الجمهورية، قال الامين العام للقاء الارثوذوكسي مروان ابوفاضل «من لا يعرف كيفية انتخاب رئيس الجمهورية عليه ان «يزيح» مفسحا المجال لأبناء هذا النور الذين يعرفون كيف يعملون رؤساء»!

أبوفاضل كان يتحدث في مطار رفيق الحريري الدولي أثناء استقبال «شعلة النور المقدسة» إثر وصولها من القدس عبر الاردن، وبحضور شخصيات ارثوذكسية دينية وسياسية، وذلك بمناسبة عيد الفصح لدى الطوائف الشرقية.

اللافت هنا ان أبوفاضل، وهو نائب سابق، أشار عبر قناة «إم تي في»، الى أن الدستور اللبناني لا ينص على مارونية الرئاسة اللبنانية، بل العرف، وتحدث، وربما للمرة الاولى، عن تطلع المسيحيين الارثوذكس الى موقع رئاسة الجمهورية اللبنانية خصوصا ان اول رئيس للجمهورية في عهد الانتداب الفرنسي شارل دباس كان ارثوذكسيا.

وردا على دعاة التقسيم والفيدرالية من المسيحيين، قال ابوفاضل: لا نقبل بأن يقول احد لنا انه يريد إقامة دولة اسرائيل ثانية في المنطقة.

وفي هذا السياق، لفت تصريح للمحامي مجد بطرس حرب، الذي اخفق في الفوز بالمقعد النيابي الذي كان يشغله والده بطرس حرب عن منطقة البترون، قال فيه ما معناه انه ضد تقسيم لبنان، لكنه قد يضطر للقبول به في حال جرى فرضه. وأشار الى وجود مستودع لأسلحة حزب الله في جرود البترون، وحث الحزب على الاختيار بين السلاح والانتماء.

وكانت رفعت يافطة كبيرة في منطقة البترون حملت شعار: «الحل بالتقسيم»!

المصدر
الأنباء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى