مقالات

المعارضة تتحضّر للتصعيد بوجه تأجيل الانتخابات البلدية

المشهد الاقليمي في حالة تبدل سريعة على مستوى الأوضاع في اليمن وسورية، حيث كانت البداية عملية تبادل الأسرى الناجحة على الصعيد اليمني، فيما عرض الاجتماع التشاوري الذي انعقد في جدة خلال زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد لضرورة اعادة سورية الى الحضن العربي، تمهيدا لمشاركتها في القمة العربية بعد إقرار الدور العربي في إنهاء الأزمة السورية بحل سياسي.

هذه الإيجابيات المحققة سرعها الاتفاق السعودي – الايراني الذي أقر في بكين، وعلى وعد ان يصل الدور الى لبنان الغارق في انقساماته السياسية.

فعلى مستوى الاستحقاق الرئاسي، حيث عقدة العقد، الحراك الفرنسي مستمر، انما لم يستشف منه حتى الآن ما يدل في المواقف المعلنة، ولا حتى بصيص امل، وقد استذكرت اذاعة «لبنان الحر» الناطقة بلسان القوات اللبنانية قول رئيس الجمهورية الراحل شارل الحلو عام 1969: لا ضمانات فرنسية للبنان، لتصل الى القول «المشهد يتكرر الآن».

ومعروف ان رئيس حزب الكتائب سامي الجميل سيعقد «اجتماع عمل»، مع المستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل في باريس الثلاثاء المقبل، يتناول الاستحقاق الرئاسي في لبنان، والاسماء المتداولة للمنصب وفي مقدمها سليمان فرنجية.

وكان لافتا امس، ابتعاد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطاب يوم القدس العالمي عن الامور اللبنانية الداخلية، وتحديدا رئاسة الجمهورية، فيما ركز على رسالة الصواريخ الاخيرة من جنوب لبنان باتجاه اسرائيل وتوعد بنيامين نتنياهو بالرد على أي عمل اسرائيلي على أي أحد في لبنان، ومن دون تردد.

رئيس القوات اللبنانية د. سمير جعجع، تحدث عن «بيئة جديدة» تتربص بلبنان بعد استقباله النائب المستقل د.غسان سكاف.

وعملية غش موصوفة تحضر للشعب اللبناني من قبل الكتل النيابية التي تتهيأ لتعطيل الانتخابات البلدية، متهما كتلة التيار الحر باستباق اجتماع الحكومة عصر الثلاثاء، والاتفاق على جلسة لمجلس النواب قبل ظهر يوم الثلاثاء، عينه بهدف قطع الطريق أمام تأمين الحكومة النفقات للانتخابات البلدية والاختيارية.

بدوره، النائب سكاف قال انه طرح على جعجع ضرورة توحيد المعارضة على اسم مرشح واحد، ليواجه المرشح المطروح من الجانب الآخر، معتمدا على ضرورة انطلاق العملية الانتخابية بعد الأعياد.

ومن واشنطن، قال النائب ابراهيم كنعان انه عرض الاتفاق السعودي ـ الايراني مع نائب مساعدة وزير الخارجية للشرق الأوسط.

وأكد كنعان انه لمس اهتماما جديا بلبنان وبإيجاد الحلول لأزماته.

وردا على جعجع، قالت لجنة التواصل والاعلام في «التيار الحر» ان مشكلة الانتخابات البلدية ليست فقط في التمويل، بل ايضا في انعدام جهوزية الدولة، فالقضاة والاساتذة مضربون والدوائر الحكومية من دوائر ومحافظات مقفلة، بدليل عدم تقديم أي طلب ترشيح حتى الآن.

فرنجية كان في دمشق الأربعاء الماضي، برفقة زوجته في زيارة للرئيس السوري بشار الاسد، حملت الطابع العائلي، وقد سعى فرنجية خلالها الى استشراف مدى تأثير التقارب السعودي -الايراني على ملف الرئاسة اللبنانية.

من جهتها، قوى المعارضة تتحضر للتصعيد سياسيا بوجه عقد الجلسة التشريعية لمجلس النواب، الذي تعتبره بمثابة «هيئة ناخبة» لرئيس الجمهورية، في حين ينعقد مجلس الوزراء بعد الجلسة النيابية لإقرار تمويل الانتخابات البلدية والاختيارية المؤجلة..وطرح الزيادات ضمن إطار معالجة ملف الرواتب لموظفي الدولة.

وبالتزامن مع الجلسة الحكومية، ستكون هناك تحركات في الشارع، الاول لجمعية المودعين في المصارف والتي دعت الى التظاهر امام السراي الحكومي، والثاني لحراك العسكريين المتقاعدين، والذي سينفذ اعتصاما في ساحة رياض الصلح في بيروت، بمواجهة أي قرار لا يكفل إعادة الرواتب الى قيمتها الشرائية الحقيقية، كما جاء في بيان للحراك. وأشار البيان الى ان المتقاعدين لن يرضوا بأنصاف الحلول.

جنوبيا، شهدت المنطقة الحدودية عصر يوم الجمعة توترا محدودا، إثر إلقاء الجيش الاسرائيلي قنابل صوتية ودخانية على مسيرة دراجات نارية نظمها حزب الله، بمناسبة يوم القدس العالمي، على مقربة من موقع العباد الاسرائيلي، وقد سقطت إحداها على رأس أحد سائقي الدراجات، مما ادى الى اصابته، ما استدعى تدخل الجيش اللبناني والقوات الدولية.

نائبة المتحدث باسم اليونيفيل كاندس ارديل حثت الجميع على الامتناع عن أي اعمال يمكن اعتبارها استفزازية.

وأوضحت ان دورية من اليونيفيل شاهدت نحو 50 دراجيا يرشقون الحجارة ويضعون علم حزب الله على السياج الحدودي، وقد رد الجيش الاسرائيلي بالقنابل الصوتية والدخانية.

وفي غضون ذلك، كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال الاميركية» ان قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني، اسماعيل قآني، زار لبنان والتقى قادة حزب الله وحماس تزامنا مع إطلاق الصواريخ باتجاه الجليل.

المصدر
الأنباء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى