عربي ودولي

اشتباكات الجيش السوداني و”الدعم السريع” تتوسع

اندلعت في العاصمة السودانية الخرطوم اليوم السبت، مواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، التي أعلنت في بيان أنها فوجئت “بهجوم كاسح” على مقرها في العاصمة الخرطوم، فيما رد الجيش باتهامها ببدء الهجمات.

واتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بمهاجمة مقرها بمنطقة سوبا في الخرطوم مستخدماً أسلحة ثقيلة وخفيفة ووصفت تصرفاته بأنها “اعتداء غاشم”. وفيما هابت الشعب السوداني والرأي العام الدولي والإقليمي إدانة “هذا المسلك الجبان”، قالت قوات الدعم السريع إنها تواصلت مع وسطاء دوليين ومحليين وأطلعتهم على ما يجري.

في المقابل، اتهم الجيش السوداني لاحقاً قوات الدعم السريع بمهاجمة الكثير من قواعده في الخرطوم ومناطق أخرى. وقال الناطق باسم الجيش العميد نبيل عبد الله لوكالة الصحافة الفرنسية، “هاجم مقاتلون من قوات الدعم السريع عدة معسكرات للجيش في الخرطوم ومناطق متفرقة في السودان” مضيفاً “الاشتباكات مستمرة والجيش يؤدي واجبه في حماية البلاد”.

وأعلنت قوات الدعم السريع السيطرة على مطار الخرطوم ومطار وقاعدة مروي.

وسُمعت أصوات إطلاق نار من محيط القيادة العامة للجيش السوداني ومقر وزارة الدفاع ومقر قوات الدعم السريع بوسط العاصمة، وشوهدت كذلك أعمدة دخات تتصاعد من داخل القاعدة العسكرية الجوية في مدينة مروي، حيث أعادت “الدعم السريع” في وقت سابق هذا الأسبوع نشر عناصرها ما دفع الجيش إلى التحذير من مواجهة محتملة معها.

وسمع مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية إطلاق نار بالقرب من مطار الخرطوم وفي شمال العاصمة السودانية، فيما أفادت “رويترز” بإطلاق نار في مدينة بحري بمحيط منشآت لقوات الدعم السريع، وبنشر مدافع ومركبات مدرعة في مدينة أم درمان.

ويأتي ذلك عقب توتر متصاعد هذا الأسبوع إذ حذر الجيش السوداني أول من أمس الخميس، من مواجهة محتملة بين قواته وقوات الدعم السريع بعد نشر وحدات تابعة لها في العاصمة وأماكن أخرى، في إشارة علنية إلى خلافات طويلة الأمد تعرقل جهود عودة الحكم المدني في السودان.

وقال وسطاء في بيانين أمس الجمعة وفي ساعة مبكرة اليوم السبت، إن قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية الفريق أول محمد حمدان دقلو، مستعدان لاتخاذ خطوات لتهدئة التوتر بين قواتهما.

ويرأس البرهان مجلس السيادة الانتقالي الحاكم فيما يتولى دقلو، المعروف باسم حميدتي، منصب نائب رئيس المجلس.

وبدأت قوات الدعم السريع، التي أطاحت مع الجيش بالرئيس السابق عمر البشير عام 2019، إعادة نشر وحداتها وسط محادثات بدأت الشهر الماضي لدمجها في الجيش بموجب خطة انتقالية تفضي إلى انتخابات جديدة.

وقالت مصادر مقربة للبرهان ودقلو أمس الجمعة إنهما ما زالا على خلاف حول من سيتقلد منصب القائد العام للجيش خلال فترة الاندماج التي ستمتد عدة سنوات. وتقول قوات الدعم السريع إن القائد ينبغي أن يكون الرئيس المدني للدولة وهو ما يرفضه الجيش.

وأدى الخلاف بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى تأخير التوقيع النهائي على اتفاق مع الأحزاب السياسية لتشكيل حكومة مدنية تتولى السلطة.

وقالت مصادر في الجيش لـ”رويترز” إنه من أجل تهدئة التصعيد، يجب على قوات الدعم السريع سحب أفرادها المتمركزين قرب مطار عسكري في مدينة مروي الشمالية، وأن تكون تحركاتها بالتنسيق مع الجيش وضمن الحدود القانونية. في المقابل، قالت مصادر من “الدعم السريع” إن التحركات جاءت بالتنسيق مع البرهان.

المصدر
اندبندنت

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى