رأى المحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل، ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، لم يجد حبل هواء يتمسك به لانتشال نفسه من الغرق في ازماته الداخلية، سوى استدراج اعمال امنية على الحدود مع لبنان فكانت صواريخ ««حماس» جاهزة، اذ ان هناك متضررين من الاتفاق السعودي – الإيراني، ومن تقارب سورية مع دول الخليج العربي، فما كان على رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية إلا ان يشكل لنتنياهو، السبب الموجب لالتفاف المعارضة الإسرائيلية حوله، من خلال عمل عسكري شاء الطرفان تجسيده بـ 34 صاروخا غير تدميري من جنوب لبنان باتجاه شمال اسرائيل.
ولفت أبو فاضل في تصريح ، الى ان حركة حماس لم تكتف بالسير عكس ما يريده الاعتدال السني في المنطقة العربية وتحديدا منطقة الخليج العربي، انما ذهبت بمشاريعها ومآربها، الى حد تنفيذ اجندات مناهضة للأجواء الإيجابية في المنطقة الإقليمية، من هنا تأكيد المؤكد ان تزامن زيارة هنية للبنان مع استهداف شمال إسرائيل بصواريخ حماس، كناية عن سيناريو مسرحي كتبت فصوله في ايران، ونفذ في جنوب لبنان، وقطفت ارباحه في إسرائيل بحيث التفت المعارضة حول نتنياهو بعد هجمات إعلامية وسياسية كادت ان تطيح به.
واستطرادا، لفت أبو فاضل الى ان اللبنانيين مسلمين ومسيحيين، يرفضون السيناريو العسكري في مواجهة التقدم الميمون بين الرياض وطهران، وبين دمشق والعواصم الخليجية، ففي الوقت الذي ينتظر فيه اللبنانيون رحيل الغيوم السوداء من فوق المنطقة الإقليمية، للقيام ببلدهم نفطيا واقتصاديا ونقديا وأمنيا وسياسيا، تطل صواريخ حماس متجاهلة عزم اللبنانيين على التصدي لأي مغامرة من شأنها ضرب التفاهم السعودي الإيراني، وإنزالهم درجات إضافية في أعماق جهنم، مؤكدا ان الاعتدال السني في لبنان بتوجيه من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، يناضل الى جانب سيد بكركي البطريرك بشارة الراعي ومن خلفه المسيحيون وسط ضياع الموقف العوني – الباسيلي، لإخراج لبنان من لعبة المحاور، والعودة به الى عمق المجتمع الدولي، وإلى العمق العربي لاسيما الجزء الخليجي منه على قاعدة الثقة والاحترام والتنسيق والتعاون.