سياسة

مناخات سياسية لا تشجع على التفاؤل وجعجع في إفطار معراب: لا نقبل رئيساً ليس برئيس

اشتدت الصواعق والامطار الطوفانية والبرد على طول الساحل اللبناني، من الشمال الى الجنوب فضلا عن الجبال الغربية، كما تساقطت الثلوج بكثافة، مصحوبة بعواصف رعدية تحت تأثير منخفض طوفاني، مغطى بالسحب الركامية العالية.

هذه الظاهرة المناخية غير المسبوقة في منتصف ابريل، اربكت دورة الحياة اليومية في لبنان، واعتبرها بعض السياسيين رسالة، الى من اعترضوا على قرار الحكومة بتأجيل العمل بالتوقيت الصيفي، مع جعل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي تتراجع عن قرارها، وظهرت على مواقع التواصل مواقف ساخرة، كقول احدهم:«الثلوج تتساقط في شوارع بيروت، بحسب التوقيت الصيفي..»

وردها البعض الآخر الى ذكرى 13 أبريل عام 1975 تاريخ اندلاع الحرب الاهلية اللبنانية، والتي لايزال يعاني اللبنانيون من ارهاصاتها حتى اليوم، علهم يتعظون، ولكن ليس من يتعظ، حيث مازال كل فريق معلق بطائفته او مذهبه او زعيمه.

وخارج المناخ الطبيعي العاصف، جديد الاوضاع اللبنانية، لا يترك مجالا للتفاؤل، بحسب معطيات مرجع حزبي بارز، فقد طارت الانتخابات البلدية والاختيارية بعد الانتخابات الرئاسية، وتعطلت ماكينة الدولة بفعل اضراب الموظفين المطالبين بتعويضهم فارق هبوط قيمة الليرة، واهتزت ركائز الاقتصاد اللبناني، مع تدهور الاوضاع المصرفية بفضل الهندسات المالية المريبة، والتي انعكست ملاحقات قضائية ضد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وضد رؤساء مجالس ادارات عدد من المصارف، من جانب اصحاب الودائع في الداخل، ومن جانب القضاء الاوروبي في الخارج، وهو الاكثر فعالية كما يبدو.

واعتبر رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، ان حل الازمات اللبنانية يكون بانتخاب رئيس للجمهورية، مضيفا في حفل افطار رمضاني، اقامه وعقيلته النائبة ستريدا جعجع في معراب غروب امس الاول.

وشارك في الافطار مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان ممثلا بالقاضي الشيخ خلدون عريمط وشيخ عقل الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى ممثلا بعضو المذهب الدرزي ناجي صعب، والسفراء العرب والمسلمون، وبينهم القائم بأعمال السفارة الكويتية في بيروت عبدالله سليمان الشاهين ونواب القوات اللبنانية، ونواب من مختلف الكتل، عدا امل وحزب الله، فضلا عن مفتيي المحافظات ورؤساء البلديات والمخاتير والنقابيين والإعلاميين.

وتناول جعجع في كلمته الأوضاع اللبنانية والاقليمية، وصولا الى ما يتعرض له المسجد الاقصى.

وقال: ان الوضع اللبناني الاستثنائي في الوقت الراهن، يقتضي معالجة استثنائية، تتطلب، في ظل جهود العديد من أصدقاء لبنان، أن يعرف جميع الأصدقاء كما الأشقاء، حقيقة الأزمة، وهي وجود تنظيم مسلح غير شرعي، يمثل دويلة تستقوي على الدولة وتصادر قرارها الاستراتيجي، والمثال الأخير حول هذا ما شهدناه في الجنوب الاسبوع الماضي من ضرب صواريخ مجهولة المصدر، «معلومة المصدر»، من دون علم الجمهورية اللبنانية او الحكومة او الجيش او اي من اركان السلطة اللبنانية. هذا التنظيم، كي يغطي واقعه اللاشرعي، تحالف مع أفسد الفاسدين فسيطروا معا على الحكم والسلطة على مدى السنوات العشر الأخيرة، وهم ليسوا برجال دولة، ولا يفقهون إدارة الدولة، فكم بالحري عندما تتميز أكثريتهم بالفساد الواضح بل الفاضح، وأي محاولة للمعالجة أو لإطلاق الحل، تبدأ من هنا.

وتوقف عند «الواقعة الأخيرة وهي ما حصل في المجلس النيابي عندما عطلوا الانتخابات البلدية والاختيارية كما عرقلوا، ومازالوا، الانتخابات الرئاسية وبالتالي شل البلد بأكمله».

وقال:«من هذا المنطلق، رفضنا رئيسا من الفريق الآخر بشكل صريح ومن دون أي مواربة، كما لا نقبل برئيس «ليس برئيس» يستغلون ضعفه ورماديته ليسيطروا عليه، باعتبار ان الرئيس الذي لا يكون رئيسا بالفعل، سيعجز حتما عن اتخاذ القرارات الجريئة والمستقلة التي بات لبنان بأمس الحاجة إليها للخروج من أزمته، وبالتالي سيستمر التنظيم المسلح مع حلفائه الفاسدين في موقع الهيمنة الفعلية على الدولة وقرارها».

وتابع: «من جهة ثانية، وفي ظل الحملة التي تستهدف الحضور العربي في لبنان، نؤكد من قلب لبنان، من قلب الجبل اللبناني، من معراب بمن وما تمثل، أن العلاقة بين لبنان والأشقاء العرب ثابتة لا تتحول، لأنها تتخطى الأطر الديبلوماسية والعلاقات الرسمية بين الدول إلى ما تعنيه الأخوة والمحبة من أواصر وروابط لا تعترف بأحجام وأرقام، بقدر ما تعترف بقيمة لبنان الحضارية ومساهماته في مختلف المجالات في نهضة وعمران هذه المنطقة».

أما بالنسبة للاتفاق السعودي الإيراني الأخير، فشدد على أن «أي اتفاق أو تفاهم على هذا المستوى يكون بالطبع مفيدا، فكم بالحري إذا كان أحد طرفيه المملكة العربية السعودية». وأمل «أن تتبلور ثمرة هذا الاتفاق بحل مختلف التنظيمات المسلحة غير الشرعية بدءا من اليمن وصولا الى لبنان، كي تستعيد المنطقة استقرارها ومسار ازدهارها».

عضو تكتل الجمهورية القوية النائب ملحم رياشي، كشف بالأمس عن لقاء مشترك بين القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي بعد الاعياد، وهذا اللقاء على صلة بالملف الرئاسي.

وقال رياشي في تصريح له: نحن لا نرفض جهاد ازعور للرئاسة، ولكن القبول ليس كاملا بعد، والامر بحاجة الى جلسات حوار وانضاج، وعن العلاقة بين القوات والتيار الحر قال رياشي: ان الثقة وصلت الى الصفر، والمسألة بحاجة الى تواصل ايجابي..

من جهته رئيس التيار الحر جبران باسيل قال في افطار رمضاني في البترون حيث دائرته الانتخابية: اذا اردنا المحافظة على لبنان، وجب ان نحافظ على الميثاق، والأمر يتطلب الحفاظ على صيغة العيش المشترك والتوازن.

المصدر
الأنباء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى