عربي ودولي

السعوديّة تستقبل وفدَين من طهران ودمشق

في حراك ديبلوماسي متوقّع ويندرج في إطار مساعي المملكة العربية السعودية لاستعادة العلاقات مع طهران ودمشق المقطوعة منذ سنوات، استقبلت السعودية أمس وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ووفداً ديبلوماسيّاً إيرانيّاً. وبعد ساعات قليلة من إعلان وسائل إعلام إيرانية وصول وفد من الجمهورية الإسلامية إلى الرياض، أعلنت المملكة أنّ المقداد وصل إلى جدة، في زيارة هي الأولى على هذا المستوى منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011.

ووصل الوفد الفني الإيراني تمهيداً لافتتاح ممثليات طهران في المملكة بعد أيام من زيارة سعودية مماثلة إلى إيران، وتوجّه الوفد الإيراني إلى المقار الديبلوماسية المغلقة لتقدير أعمال الصيانة واللوجستيات اللازمة قبل استئناف العمل فيها رسميّاً.

وفي هذا الصدد، قال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني: “في خطوة جديدة، وتماشياً مع تنفيذ الاتفاق المُبرم بين إيران والسعودية لاستئناف العلاقات الرسمية والأنشطة الديبلوماسية، فقد وصل الوفد الفني الإيراني ظهر الأربعاء إلى الرياض، وكان في استقباله مسؤولون سعوديون”.

وذكر كنعاني أن الوفد الإيراني “سيتّخذ الإجراءات اللازمة في مجموعتَي عمل في الرياض وجدة لإعادة افتتاح السفارة والقنصلية العامة”، لافتاً إلى أن الوفد سيعمل على تفعيل ممثلية إيران الدائمة في منظمة التعاون الإسلامي. وأكد “بذل الجهود لإعادة فتح وتفعيل مكاتب ممثليات إيران قبل موسم الحج القادم”.

وقال ديبلوماسي عربي في الخليج لوكالة “فرانس برس” إنّ “الإيرانيين والسوريين في السعودية في يوم واحد. ما يحدث أمر جنوني تماماً لم يكن من الممكن توقع حدوثه قبل أشهر قليلة”.

ويزور المقداد السعودية في إطار دعوة من وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، وفق وكالة “واس”. والهدف من الدعوة، بحسب المصدر ذاته، “عقد جلسة مباحثات تتناول الجهود المبذولة للوصول إلى حلٍّ سياسي للأزمة السورية يُحافظ على وحدة سوريا وأمنها واستقرارها، وتسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم”.

ويعقد في جدة الجمعة اجتماع لدول مجلس التعاون الخليجي يُشارك فيه أيضاً كلّ من الأردن ومصر والعراق للبحث في عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية بعد تعليق عضويّتها منذ 2012 وقبل نحو شهر من عقد القمة العربية في السعودية.

وفي سياق التطبيع العربي مع سوريا، تعتزم دمشق تعيين سفير لها في تونس إثر مبادرة الرئيس التونسي قيس سعيّد استئناف العلاقات الديبلوماسية بين الدولتَين، التي انقطعت منذ بداية النزاع في سوريا، على ما جاء في بيان مشترك أوردته وكالة “سانا”.

ونقلت “سانا” عن البيان المشترك أنه “تجاوباً مع مبادرة رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيّد بتعيين سفير لدى الجمهورية العربية السورية، أعلنت الحكومة السورية عن موافقتها الفورية على هذا التعيين، وقرّرت إعادة فتح السفارة السورية في تونس، وتعيين سفير على رأسها في الفترة القليلة القادمة”.

وأضاف البيان أنه “حرصاً من الجانبَين على إعادة العلاقات السورية – التونسية إلى مسارها الطبيعي، يتواصل التشاور والتنسيق بين وزيرَي الخارجية في البلدَين”.

توازياً، كشفت 9 مصادر سوريّة وإيرانيّة وإسرائيليّة وغربيّة لوكالة “رويترز” أن طهران استخدمت رحلات الإغاثة من الزلزال لجلب أسلحة ومعدّات عسكرية إلى حليفتها الاستراتيجية سوريا، مشيرةً إلى أن الهدف هو تعزيز دفاعات إيران ضدّ إسرائيل في سوريا ودعم الرئيس السوري بشار الأسد.

وأفادت المصادر بأنّه بعد زلزال السادس من شباط بدأت مئات الرحلات الجوّية من إيران في الهبوط في مطارات حلب ودمشق واللاذقية لتوصيل الإمدادات، واستمرّ ذلك لسبعة أسابيع. وذكر مصدران إقليميّان ومصدر استخبارات غربي أن الإمدادات تضمّنت معدّات اتصالات متقدّمة وبطاريات رادار وقطع غيار مطلوبة لتحديث مزمع لنظام الدفاع الجوي السوري الذي مدّت به إيران دمشق في حربها الأهلية.

وفي الأثناء، أعلنت القيادة المركزية للجيش الأميركي اعتقال “حذيفة اليمني”، المسؤول عن تسهيل العمليات الهجومية في تنظيم “الدولة الإسلامية”، واثنين من مساعديه في غارة نفّذتها مروحية في شرق سوريا مساء السبت، مؤكدةً أن اعتقال اليمني ومساعدَيه سيؤدّي إلى تعطيل قدرة التنظيم الإرهابي على تنفيذ العمليات.

على الخطّ اليمني، كشف المتحدّث باسم الوفد الحكومي اليمني في مفاوضات الأسرى وعضو الوفد المفاوض ووكيل وزارة حقوق الإنسان ماجد فضائل عن تأجيل عملية تبادل الأسرى المتّفق عليها مع الحوثيين من الخميس إلى الجمعة، فيما يتصاعد الزخم الديبلوماسي لوضع النزاع على سكة الحلّ السياسي.

تزامناً، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن مبعوث واشنطن إلى اليمن تيم ليندركينغ توجّه إلى الخليج للقاء “شركاء يمنيين وسعوديين ودوليين لمناقشة الخطوات اللازمة لتأمين وقف دائم لإطلاق النار وعملية سياسية شاملة بوساطة الأمم المتحدة”.

واعتبرت أنّه “بعد أكثر من عام من الجهود الديبلوماسية المكثفة للولايات المتحدة والأمم المتحدة والدعم من الشركاء الإقليميين مثل المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان، يشهد اليمن فرصة غير مسبوقة للسلام”.

على صعيد إقليمي آخر، وصل رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى القاهرة أمس في زيارة رسمية لمصر، حيث كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلى جانب عدد من الوزراء وكبار المسؤولين المصريين، في مقدّم مستقبلي بن زايد والوفد المرافق له لدى وصولهم إلى مطار القاهرة الدولي.

ورحّب الرئيس المصري خلال استراحة قصيرة في قاعة كبار الزوّار في المطار، ببن زايد والوفد المرافق، وتبادلا الأحاديث الودّية التي تُعبّر عن متانة العلاقات الأخوية التي تجمع البلدَين، كما تبادلا التهاني بمناسبة شهر رمضان. ثمّ توجّه موكب بن زايد إلى قصر الاتحادية، ولدى وصوله جرت مراسم استقبال رسمية، حيث اصطحب السيسي بن زايد يُرافقه نائبه الشيخ منصور بن زايد آل نهيان إلى المنصّة الرئيسية.

المصدر
نداء الوطن

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى