مقالات

باريس تواصل مساعيها لجمع أصوات كافية لفرنجية ومعوض كان متجهاً للانسحاب وتراجع بناء على تمني المعارضة

الانتخابات البلدية والاختيارية على مسار التأجيل، والاستحقاق الرئاسي في دوامة الانتظار بانتظار اللقاء الخماسي الموعود والقمة العربية، حيث المؤمل ان يكون لبنان حاضرا برئيس، أو مجرد بند على جدول الأعمال.

في هذا الوقت، الحديث يتجدد عن الحل المزدوج، رئاسة جمهورية ورئاسة حكومة في سلة واحدة، مع تعيينات المراكز الأولى في الدولة، وفي طليعتها حاكمية مصرف لبنان في ضوء انتهاء ولاية الحاكم الحالي رياض سلامة في يوليو المقبل.

إعلام التيار الحر ليس متفائلا، مادام ان المرشح «المرصود» لم ينسحب، ولم يتراجع داعموه عن تخطيهم للمعايير الميثاقية على الأقل، والمقصود هنا سليمان فرنجية الذي يتمسك به الجانب الفرنسي.

وفي هذا السياق، كان من المفترض ان يلتقي رئيس حزب الكتائب سامي الجميل بالمستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل في الاليزيه يوم الثلاثاء الماضي، لكن لأسباب خاصة لم يوضحها أحد أرجئ اللقاء إلى الثلاثاء المقبل، وقد أعطي عنوان «التشاور حول الوضع في لبنان والاستحقاق الرئاسي تحديدا»، حيث تعمل الإدارة الفرنسية على ما تعتبره الحل الممكن والأسهل، وهو انتخاب فرنجية الذي يتمسك به الثنائي الشيعي (حركة أمل وحزب الله) على ان يكون التوازن باختيار القاضي الدولي نواف سلام رئيسا للحكومة، في ضوء عدم اتفاق الأحزاب المسيحية ونواب المعارضة على مرشح مقابل.

ويبدو ان الفرنسيين بصدد إقناع رؤساء الكتل النيابية من الأحزاب المسيحية بـ «الحل المتوازن» الذي يطرحونه، كما حاولوا إقناع أعضاء اللقاء الخماسي، وتأتي دعوة سامي الجميل وقبله جبران باسيل وغيرهما من رافضي عودة فريق الممانعة إلى القصر الجمهوري بعد تجربتهم مع الرئيس السابق ميشال عون، في وقت لا تشكل فيه رياح العلاقة المتأزمة بين فرنسا والولايات المتحدة الأميركية، بعد استدارة باريس تجاه موسكو وبكين، عاملا مساعدا على تحقيق الرؤية الفرنسية للحل في لبنان.

من هنا الاعتقاد أن لبنان لم يصبح بعد في صدارة الترسيم السياسي مع بروز عنصر إضافي، يتمثل في تقدم سورية في اتجاه المشهد العربي الراهن.

النائب أشرف ريفي كشف عن ان مرشح المعارضة للرئاسة ميشال معوض كان يتجه لإعلان انسحابه رسميا من الانتخابات الرئاسية، إلا ان بعض القوى السياسية الداعمة له تمنت عليه عدم الإقدام على هذه الخطوة قبل الاتفاق على مرشح بديل.

وسبق لمعوض ان أعلن أن «معركتنا ليست شخصية إنما سياسية»، وانه سيدعم أي مرشح يلبي مطالب المعارضة. وأكد ريفي ان جهود المعارضة وان تراجعت في المرحلة الاخيرة ستعود إلى البحث عن مرشح بديل يحصل على 65 صوتا في الانتخابات، ولا ننتقل من معوض إلى لا احد.

من جهته، أكد مسؤول التواصل والاعلام في القوات اللبنانية شارل جبور أمس على تمسك القوات اللبنانية بالمرشح معوض، وترى انه يجسد مواصفات المرحلة المقبلة، حيث يحتاج لبنان إلى رئيس يضعه على سكة الإصلاح والتغيير المطلوبين، ولا يخضع للأمر الواقع ويثبت الميثاق والدستور ويحافظ على وثيقة الوفاق الوطني بروحيتها وحرفيتها، أما إذا كانت هناك إرادة بالوصول إلى تسوية، فلدينا شروط، وهي ان يكون المرشح نموذجا عن معوض.

بدوره، قال رئيس التيار الحر النائب جبران باسيل، في إفطار رمضاني في جبيل، ان «فتح لاند» لم تعد موجودة، ولا نحتاج إلى ان يأتي أحد ويستعمل أرضنا، ليبعث عبرها برسائل، في إشارة منه إلى حركة حماس، مؤكدا رفضه القبول بغير السلاح اللبناني على الأراضي اللبنانية «نريد بلدنا لنا لا ان يكون مطية لأحد».

وأضاف باسيل: عندما انجزنا وثيقة التفاهم مع حزب الله، كانت الاستراتيجية الدفاعية التي تحمي لبنان وتدافع عنه ركنا اساسيا فيها، لأننا كنا على اقتناع بأن الجيش اللبناني والمقاومة اثبتا انهما قادران على تحييد لبنان وحمايته، اما اليوم فلسنا بحاجة إلى ان يأتي احد من الخارج ليحرر ارضنا ويدافع عنا، ولا نقبل على ارضنا إلا بالسلاح اللبناني في يد اللبنانيين.

وفي الموقف اليومي للقوات اللبنانية ان قول باسيل ان الجيش والمقاومة اثبتا انهما قادران على تحرير لبنان وحمايته، ولا حاجة لأن يأتي أحد من الخارج كي يحرر ارضنا، لا يعني ان التيار قرر فك التحالف مع حزب الله الذي يمثل سلاحه المشكلة الاولى في لبنان الآن، خصوصا انه لم يتأخر في اصدار التوضيح بأن المقصود سلاح حماس وصواريخها فحسب.

المصدر
الانباء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى