مقالات

صواريخ القلَيْلة سقطت في باريس!

أصابت صواريخ سهل القليلة المطلقة بالتكافل والتضامن ما بين فصائل فلسطينية و”#حزب الله”، المبادرة الفرنسية، والضمانات التي حاولت باريس انتزاعها، بالشكل، من المرشح الى رئاسة الجمهورية سليمان فرنجيه، وربما من اخرين لاحقا، وحملها الى المملكة العربية السعودية، لكسب رضاها اقله، في حسابات خاطئة جدا، ترتبط بالتمويل العربي للبنان، في العهد الجديد الذي لا يمكن ان ينطلق من دون رعاية عربية، جزء اساسي منها مالي، اذ يحتاج البد المنهار اقتصاديا وماليا الى مليارات اكثر بكثير من تلك التي وعده بها صندوق النقد الدولي والمقسطة على سنوات.

اثبت لبنان وجهة النظر السعودية، والتي كانت سورية ايضا في زمن مضى، بان لا ضمانات تحترم لدى الطبقة السياسية اللبنانية، واعود الى التذكير مجددا بما ذكره فاروق الشرع، عندما كان وزيرا لخارجية النظام السوري، اذ كتب في مذكراته حرفيا “كانت اللعبة أعقد من تقديراتي وزادتني هذه المعرفة نفوراً من الفوضى في الشأن اللبناني الذي لا تنفع فيه الذمم واحترام العهود. فكل شيء قابل للإنقلاب عليه والنكوص به”.

تطورات الايام الاخيرة، اصابت المبادرة الفرنسية في الصميم، ولم تصب الصواريخ اسرائيل فقط، بل كل الضمانات الممكنة، واذا كان التفاوض مع سليمان فرنجيه تناول رؤيته لمستقبل سلاح “حزب الله”، ولو من مدخل الحليف والصديق والمتفهم، وليس من باب العداء، فان الصواريخ اثبتت التفلت الامني وعدم القدرة لا على ضبطه، وانما على ادانة استعماله في غير مصلحة لبنان، ما يجعله مجددا مثار نزاع داخلي وادانة خارجية، مع ما يولد ذلك من انقسام وتباعد.

فالصواريخ لم تكن لقيطة، وان لم يعمد احد على تبنيها، والمنطقة الجغرافية التي اطلقت منها تخضع لرقابة ورعاية امنية وسياسية، وليست الفصائل الفلسطينية هناك مطلقة اليدين، خصوصا ان المنصات وجدت في اكثر من مكان، واذا ما تم ربط الصواريخ بتطورات سبقتها واعقبتها، فانه يمكن وضعها في اطارها الصحيح.

فقد سبق الصواريخ وصول رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” اسماعيل هنية الى لبنان، ثم مشاركته في افطار اقامه “حزب الله” بمشاركة كبار المسؤولين عن “محور الممانعة والمواجهة” في الاقليم. وحضره الى جانب كبار المسؤولين عن الحزب الذين تقدمهم نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، مسؤولون عن ” أنصار الله” في اليمن، و”الحشد الشعبي” في العراق الى مجموعة من الامناء العامين وكوادر فلسطينية من حركتي “الجهاد الاسلامي” و”حماس” تصدرهم زياد نخالة وهنية. واما الضيف الابرز فكان قائد ” فيلق القدس” الايراني العميد اسماعيل قاآني. وجرى التشديد في الكلمات التي القيت على وحدة الساحات” في الاقليم وصولا الى “وحدة الجبهات” عندما تدعو الحاجة من غزة والضفة الغربية امتدادا الى لبنان وسوريا، في مشهدية لافتة تخرج القرار الامني والعسكري من امكانية الضبط، وتعيد التأكيد على ان ايران هي اللاعب الاساس، والمحرك الاول لهذه المجموعات التي تتحرك وفقا لارادة الجمهورية الاسلامية، بعيدا من الحسابات الوطنية، والخضوع لمنطق الدولة، واخضاع قرار السلم والحرب للمؤسسات الشرعية.

بذلك تكون السعودية كسبت رهانها على الفرنسيين، وكذلك كل الدول غير المقتنعة بالمسعى الفرنسي الذي اصيب بانتكاسة واسعة، ومعه المرشح سليمان فرنجيه الذي وُضع في موقف محرج لا يحسد عليه بالتأكيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى