عربي ودولي

أسرار تكشف للمرة الأولى.. هكذا تم تهريب وثائق البنتاغون

بينما لا تزال التحقيقات جارية في كواليس الإدارة الأميركية، على أعلى مستوى للتحقق من عشرات الوثائق الأمنية التي سربت من البنتاغون، وانتشرت على مواقع التواصل، ولمعرفة الجهة التي سربتها علماً أن بعض المسؤولين ألمحوا إلى تورط جهة أميركية، أفاد مصدر مطلع بأن تلك المستندات التي وسمت بالسرية والسرية للغاية أحيانا، طويت على عجل وأخفيت بشكل آمن لإخراجها.
 

فقد انتشرت تلك الوثائق على الإنترنت الشهر الماضي، على منصة التواصل الاجتماعي Discord ، وفقًا لما أظهرت صور من المنشورات، بحسب شبكة سي إن إن.
كما بينت تلك الصور مستندات مطوية وموضوعة أعلى مجلات، ومحاطة بأشياء عشوائية أخرى.

فيما أوضح مصدر مطلع على هذا النوع من الوثائق أن الأمر يبدو كما لو تم طيها على عجل وإخفائها في جيب صغير قبل إخراجها.

في المقابل، أكد مسؤول أمني أن هيئة الأركان المشتركة، التي تضم أعلى قيادة نظامية في وزارة الدفاع، وتقدم المشورة للرئيس الأميركي، تدرس قوائم التوزيع الخاصة بها، لمعرفة من يحصل عادة على مثل هذه التقارير.

لاسيما بعدما حملت العديد من الوثائق المسربة علامات تشير إلى استخبارات هيئة الأركان المشتركة، المعروفة باسم J2.
وقال خبراء أمن غربيون ومسؤولون أميركيون إنهم يشتبهون في أن شخصا من الولايات المتحدة قد يكون وراء التسريب.
ويقول المسؤولون إن اتساع نطاق الموضوعات التي احتوت عليها الوثائق، والتي تتناول الحرب في أوكرانيا والصين والشرق الأوسط وأفريقيا، تشير إلى أنه تم تسريبها من أحد المواطنين الأميركيين وليس من أحد الحلفاء.
وقال مايكل مولروي المسؤول الكبير السابق في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لرويترز في مقابلة “التركيز الآن على أن هذا تسريب من الولايات المتحدة لأن العديد من هذه الوثائق كان بحوزة الولايات المتحدة فقط”.
وقال مسؤولون أميركيون إن التحقيق في مراحله الأولى ولا يستبعد القائمون على إدارته احتمال أن تكون عناصر مؤيدة لروسيا وراء التسريب الذي يُنظر إليه على أنه من أخطر الخروقات الأمنية منذ تسريبات موقع ويكيليكس في عام 2013 والتي شملت ما يزيد على 700 ألف وثيقة ومقطع فيديو وبرقية دبلوماسية.


وكانت تلك الوثائق أظهرت تجسس الولايات المتحدة على “خصومها” وحتى على حلفائها ومن ضمنهم أوكرانيا وإسرائيل، ما قد ينعكس سلباً عليها.

فعلى الرغم من أن مسألة التجسس جزء لا مفر منه في عالم المخابرات الدولية والأميركية، فإن دبلوماسيين من بعض الدول المذكورة أكدوا أنه من المحبط والضار بسمعة أميركا رؤية تلك المعلومات مكشوفة علنًا.

فيما أعرب العديد من المسؤولين الأميركيين عن قلقهم من أن تهدد هذه المعلومات المصادر التي زودت
البنتاغون بها، والعلاقات الخارجية المهمة للولايات المتحدة على السواء.

كشف خطط كييف
يشار إلى أن بعض تلك الوثائق، التي أكد مسؤولون أميركيون أنها أصلية، كشفت مدى تنصت الولايات المتحدة على حلفاء رئيسيين، من بينهم إسرائيل وكوريا الجنوبية وأوكرانيا.

كما كشف البعض الآخر منها الخطط العسكرية الأوكرانية، ومدى اختراق الولايات المتحدة لوزارة الدفاع الروسية ومجموعة فاغنر، من خلال الاتصالات التي تم اعتراضها ورصدها وبعض المصادر البشرية.

ما دفع كييف إلى تغيير بعض خططها العسكرية، بحسب ما أكد مصدر مقرب من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لشبكة CNN.

وأفادت تقارير غربية، أن مجموعة من الوثائق المسربة التي توضح بالتفصيل الخطط المتعلقة بالهجوم العسكري الأوكراني في الربيع والتي يتم تداولها عبر الإنترنت، تشير ضمنًا إلى وجود جنود فرنسيين في ساحة المعركة.

لم يتوقف عند هذا الحد، إذ كشفت إحدى الوثائق التي صُنفت بعلامة “سري للغاية” أن فرقة صغيرة لا تتخطى 100 فرد من العمليات الخاصة لأعضاء الناتو، فرنسا وأمريكا وبريطانيا ولاتفيا، كانت نشطة بالفعل في أوكرانيا على الأرض.

كما جرى نشر الوثائق المحتوية على رسوم بيانية وتفاصيل حول تسليمات أسلحة متوقعة وقوة الكتائب ومعلومات “شديدة الحساسية” على مواقع التواصل الاجتماعي.

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى