محلي

إهتمام فاتيكاني بتداعيات الازمة اللبنانية

حملت الإشارة التي اطلقها البابا فرنسيس حيال لبنان خلال ترؤسه القداس الاحتفالي في الفاتيكان امس في عيد الفصح دلالات معبرة لجهة الاهتمام الفاتيكاني بتداعيات الازمة اللبنانية .
وقال البابا في رسالة عيد الفصح: “ساعد يا ربّ لبنان الذي لا يزال يبحث عن الإستقرار والوحدة حتّى يتجاوز الانقسامات فيعمل جميع المواطنين معًا من أجل الخير العام للبلد”.

بدوره تناول البطريرك الماروني الكاردينال ما بشاره بطرس الراعي خلال ترؤسه قداس الفصح في بكركي الازمة الداخلية فيما كان يتقدم الحضور السياسي للقداس الرئيس السابق ميشال عون وعدد من النواب ومما قال : “ليست قيامة المسيح للمسيحيين حصرا، بل لجميع الناس. وكونها أساس الإيمان المسيحي لا يعني أنها محصورة بالمسيحيين، فهي لكل البشر. يسوع هو مخلص العالم، وفادي الإنسان. أما المسيحيون فهم شهود القيامة ومعلنوها، وفي الوقت عينه ملتزمون بثمارها، وسيدانون على التفريط بها. كل مسؤول في الكنيسة والدولة والمجتمع والعائلة لا يعيش “قيامة القلب” يغرق في عتيق أنانيته، ومصالحه الصغيرة، وينغلق قلبه عن الحب والعطاء والغفران، ويظل أسير كبريائه ونزواته؛ ويحتفر هوة عميقة بينه وبين من هم في إطار مسؤوليته، ويفقد بالتالي ثقة من هم في دائرة مسؤوليته. معلوم أن الثقة هي مصدر قوته. سئل مرة كونفشيوس الفيلسوف الصيني: أي صفة يطلبها الشعب في الحاكم ليكون مقبولا؟ فأجاب: الأمن؟ يمكنه فرضه بكل الوسائل، فإذا لم ينجح يكون قد سعى. الطعام؟ الجوع لا يميت، وإذا فشل الحاكم في تأمينه لا يحاسبه الناس. الثقة؟ نعم لأن من دون الثقة بالحاكم، لا إستمرارية له في السلطة؛ فالثقة هي مصدر قوة الحاكم.

وتابع: “مثل هذا الرئيس يحتاجه اللبنانيون لجمهوريتهم، لكي يستطيع أن يقود مسيرة النهوض من الإنهيار على كل صعيد. والثقة في شخصه لا تأتي بين ليلة وضحاها، ولا يكتسبها بالوعود والشروط المملاة عليه، ولا بالنجاح في الإمتحانات التي يجريها معه أصحاب النفوذ داخليا وخارجيا. أما الشخص المتمتع بالثقة الداخلية والخارجية فهو الذي أكسبته إياها أعماله ومواقفه وإنجازاته بعيدا عن الإستحقاق الرئاسي. فابحثوا أيها النواب وكتلكم عن مثل هذا الشخص وانتخبوه سريعا، واخرجوا من الحيرة وانتظار كلمة السر، وكفوا عن هدم الدولة مؤسساتيا واقتصاديا وماليا، وعن إفقار الشعب وإذلاله، وعن ترك أرض الوطن سائبة لكل طارئ إليها وعابث بأمنها وسيادتها. واخلعوا عنكم “صفة القاصرين والفاشلين”.
أمّا متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، فاعتبر في عظة عيد الشعانين، أنّ “حبّ الرئاسة مرضٌ روحيٌّ يُصيب الإنسان الذي لم يتعلّم التواضع بعد، ونطلب من الربّ أن يُخلّصنا من هذا المرض”.

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى