مقالات

هل يفتح الموقف “العوني” باباً للتواصل بين “الحزب” و”التيار”؟

في إطار التصعيد المستمر الذي ينتهجه “التيار الوطني الحر” تجاه “حزب الله” والذي بات يشكّل علامة فارقة في علاقة الطرفين، بدأت بعض الاوساط توحي بأن العودة الى ركائز التحالف باتت أمراً شبه مستحيل في ظل الخطوط الحمراء التي تجاوزها النائب جبران باسيل من خلال سلوكياته تجاه “الحزب”، الامر الذي قد يؤسس لتحوّل نوعي في السياسة اللبنانية الداخلية.
 

لكن، وعلى هامش التوتّرات التي تشوب التفاهم بين الطرفين وكل ما يُحكى عن سقوط “تفاهم مار مخايل” أقلّه بشكله الحالي، طرح البعض إشكالية حول صمت قياديي “التيار” حيال الاحداث التي حصلت في الجنوب ، إذ إنّ “التيار” لم يوجّه أي تنديد بعملية اطلاق الصواريخ على اسرائيل من لبنان، علماً أن أحداً لم يؤكّد أن هذه العملية قام بتنفيذها “حزب الله”، حيث أن “التيار” كانت أمامه فرصة ثمينة وحجّة ثابتة للاستنكار، لكنّه فضّل الامتناع عن التصريح رغم تفلّت بعض ناشطيه والذين أطلقوا “صواريخ” سياسية بوجه مناصري “الحزب” على مواقع التواصل الاجتماعي، رغم أن “الوطني الحر” يدرك تماماً أنه وبغضّ النظر عن هوية منفّذ عملية اطلاق الصواريخ من الجنوب الا ان “الحزب” هو الذي يقف خلفه بشكل او بآخر.

اذاً فإن “التيار” فضّل الحفاظ على مستوى العلاقة التحالفية مع “الحزب” لجهة القضايا الاستراتيجية، أي أنه لم يكن في وارد انتقاد “الحزب” بأي أمر مرتبط بالصراع مع اسرائيل، وهذا أمر فسّره بعض المتابعين على أنه رسالة لـ”الحزب” مفادها بأنه مهما تطوّر الخلاف او توسّع لن يطال القضايا الاستراتيجية التي التزم بها “التيار” في السنوات الفائتة، في حين، ومن وجهة نظره، أن “الحزب” لم يلتزم بالملفات الداخلية التي وقّع عليها ضمن ” تفاهم مار مخايل”.
فهل يفتح هذا الموقف “العوني” باباً للتواصل بين “الحزب” و”التيار”؟
تبدو الاجابة على السؤال، وفق مصادر سياسية، صعبة للغاية خصوصاً وأن “التيار” لا يزال متعنّتاً تجاه ما يطرحه “حزب الله” على المستوى الداخلي، لا سيّما في الملفّ الرئاسي وترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، ما يعني بأن العلاقة بين الطرفين ستبقى متوتّرة لكنها لن تخطو نحو منحى تجعل من “التيار” معادياً لـ”حزب الله” في الاستراتيجيا.

قد يكون موقف “الوطني الحر” رغبة منه لتعبيد طريق العودة الى حضن “الحزب”، مدركاً تماماً ان انتقاد خطوات الاخير العسكرية ستغلق من أمامه كل بوابات العبور، وقد يكون هدف “التيار” أيضاً أبعد من ذلك، وفق المصادر، وهو فتح علاقات مع حلفاء “الحزب” في المنطقة وتحديداً مع دمشق، بصرف النظر عن ما قد تصل اليه علاقته مع “حزب الله” على المستوى الداخلي، وهذا يفترض أيضاً عدم تخطّي أي من الثوابت الاستراتيجية المرتبطة بالصراع مع اسرائيل.

المصدر
لبنان 24

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى