اعتبر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن القدس والمسجد الأقصى خط أحمر لا يمكن المساومة عليه، في حين تواصلت ردود الفعل العربية والدولية تجاه الاعتداءات الإسرائيلية على غزة والانتهاكات في المسجد الأقصى، وسط دعوات للتهدئة وضبط النفس.
ففي واشنطن، أعرب المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتيل عن قلق بلاده بشأن ما يجري في القدس من أحداث، وشدد في مؤتمر صحفي على ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي الراهن في الأماكن المقدسة بالمدينة.
كما دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى تأسيس ما وصفه بالإطار من أجل حوار إسرائيلي فلسطيني، ورأى أنه يجب إيجاد حل على أساس الدولتين وأنّ الآلية التي تعمل بها الدول الغربية ليست كافية.
وأضاف لافروف -خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في أنقرة- أن هناك مساعي منذ فترة طويلة لإحياء الحوار الفلسطيني الإسرائيلي مرة أخرى مشيرًا إلى أنّ الولايات المتحدة والغرب ودول الخليج يتابعون الأمر عن كثب.
بدوره، دان وزير الخارجية التركي الهجوم الإسرائيلي الذي انتهك حرمة المسجد الأقصى والوضع التاريخي له في شهر رمضان، وأضاف أنه “لا يمكن قبول المعاملة غير الإنسانية للشرطة الإسرائيلية تجاه المعتكفين في المسجد الأقصى”.
وأشار وزير الخارجية التركي إلى أن الشؤون الأمنية في إسرائيل تم تسليمها إلى أكثر سياسي عنصري وفاشي، في إشارة إلى وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، مؤكدا أن الحل الدائم يكمن في حل الدولتين المقبول عالميا، وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال إن “تركيا بدأت حوارا جديدا مع إسرائيل، ولكن ليعلم الجميع -وفي مقدمتهم إسرائيل- لا يمكن أن يكون هذا مقابل القضية الفلسطينية، فالمسجد الأقصى والقدس خط أحمر بالنسبة لنا دائما، وفي هذه المسائل لا يمكننا المساومة أبدا”.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكد في وقت سابق ضرورة أن يتوحد العالم الإسلامي إزاء الهجمات الإسرائيلية.
وشدد في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم الجمعة، على ضرورة تغليب الحكمة للحيلولة دون دوامة عنف جديدة، وأنه سيكون من المفيد اتخاذ مبادرات لتوجيه جميع الأطراف إلى تحكيم لغة العقل والمنطق.
دعوات لضبط النفس
في السياق نفسه، حثت الصين الأطراف المعنية بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي على ضبط النفس وعدم تصعيد الموقف. وطالبت المتحدثة باسم الخارجية الصينية مجلس الأمن الدولي بإجراء مشاورات عاجلة بشأن الوضع.
كما دان وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي عنف الشرطة الإسرائيلية في المسجد الأقصى، و”الهجمات العشوائية” بالصواريخ من جنوب لبنان وغزة على إسرائيل مؤكدا حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
ودعا كليفرلي كل الأطراف إلى خفض مستوى التوتر واحترام ترتيبات الوضع القائم في الأماكن المقدسة بالقدس ووقف جميع الاستفزازات.
مظاهرات
في غضون ذلك، تظاهر مئات الأردنيين وسط العاصمة عمّان احتجاجا على انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في فلسطين المحتلة.
ورفع المتظاهرون في المسيرة، التي دعا إليها الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن، لافتات حيّت صمود المعتكفين في المسجد الأقصى المبارك، ونددت باعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي عليهم. ودعا المشاركون إلى دعم المقاومة الفلسطينية وطرد السفير الإسرائيلي في عمّان.
كما خرجت مظاهرات شمالي سوريا، عقب صلاة الجمعة، في مدن جرابلس وإعزاز والباب وعفرين وإدلب الواقعة تحت سيطرة قوات المعارضة السورية.
وفي مدينة إعزاز، قال أبو عبد الله الشيخ، أحد المشاركين في المظاهرات، إن القوات الإسرائيلية تواصل اعتداءاتها على الفلسطينيين، معربا عن دعم المتظاهرين ووقوفهم بجانب الأشقاء الفلسطينيين.
