مقالات

الجمهورية الفاشلة

لماذا أُطلقت الصواريخ من الجنوب اللبناني باتجاه المستوطنات الإسرائيلية؟

التحليلات في هذا الموضوع كانت أنّ ما جرى هو رد «فلسطيني» على الهجمات الإسرائيلية التي طالت المسجد الأقصى، ولكن تحليل الوقائع والتصريحات والتحركات التي سبقت الهجوم الصاروخي تشير إلى أنّه مرتبط بالرد أيضاً على الهجمات الإسرائيلية ضد مواقع في سوريا والتي أسفرت عن مقتل مستشارين في الحرس الثوري الإيراني.

في حالتي الرد، استُخدمت الأراضي اللبنانية، وطبعاً لا علم للسلطات اللبنانية بما جرى ولن تقوم هذه السلطات بأي رد فعل هدفه بالدرجة الأولى رفع الضرر عن اللبنانيين الذي قد يتسبب به الرد الإسرائيلي الذي سيزيد من معاناة هذا الوطن وأهله.

إن ما حدث هو أكبر دليلٍ على أنّ المطلوب في المرحلة المقبلة في لبنان هو قيام دولة فعلية تبسط سلطتها على كل الأراضي اللبنانية وتمنع الإعتداء على لبنان من أي جهة أتى وتمنع في الوقت ذاته توريط لبنان في أحداثٍ لا علاقة له بها من قبل مجموعات مسلحة غير شرعية وغير لبنانية باعتبار أنه يتردد أنّ مجموعاتٍ فلسطينية هي من أطلقت الصواريخ.

إنّ أول خطوة في بناء هكذا دولة تبدأ بتكوين سلطةٍ لبنانيةٍ يؤمن ويعمل من يتولاها على بناء الدولة الفعلية والقوية وأن لا يحفظ الأمن فيها وعند حدودها سوى الجيش اللبناني، على أن تبدأ هذه العملية بنزع السلاح الفلسطيني من داخل وخارج المخيمات، فالمصادر الأمنية التي تتبنى رواية أنّ الفلسطينيين يقفون وراء الهجوم الصاروخي، تقول إنّ الصواريخ خرجت من مخيم الرشيدية وجرى نصبها في المناطق التي أطلقت منها والقريبة من المخيم وأن عددها بلغ 25 صاروخاً، والسؤال ما حاجة الفلسطينيين لهذه الصواريخ في المخيمات؟ هل هي لتحرير فلسطين وهل يجوز لهم استخدامها ساعة يشاؤون؟ هل من الصعب على السلطة اللبنانية القائمة حالياً والأجهزة الأمنية منع هكذا عمليات وكشفها قبل حصولها لا سيما وأنها لا تحصل للمرة الأولى؟

ما حدث سابقاً وما حدث بالأمس وما سيحدث لاحقاً يؤكد أن لبنان جمهورية فاشلة بكل ما للكلمة من معنى، وأنه ساحة لمصالح الجميع ما عدا مصالح اللبنانيين، وأن الاستقرار واندلاع الحرب مرهونان بمن ينصب صاروخاً ويطلقه ساعة يشاء.

هذه الجمهورية يفتشون لها عن رئيس.

المصدر
بسام ابو زيد - نداء الوطن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى